فاطر ٢٨ - ٢٥
رسلهم جاءتهم رسلهم حال وقد مضمرة بالبينات بالمعجزات وبالزبر وبالصحف وبالكتاب المنير أى التوراة والانجيل والزبور لما كانت هذه الأشياء فى جنسهم أسند المجىء بها إليهم اسنادا مطلقا وان كان بعضها فى جميعهم وهى البينات وبعضها فى بعضهم وهى الزبر والكتاب وفيه مسلاة لرسول الله صلى الله عليه و سلم ثم اخذت عاقبت الذين كفروا بأنواع العقوبة فكيف كان نكير انكارى عليهم وتعذيبى لهم ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجا به بالماء ثمرات مختلفا ألوانها أجناسها من الرمان والتفاح والتين والعنب وغيرها مما لا يحصر أو هيآتها من الحمرة والصفرة والخضرة ونحوها ومن الجبال جدد طرق مختلفة اللون جمع جدة كمدة ومدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود جمع غربيب وهو تأكيد للاسود يقال أسود غربيب وهو الذى أبعد فى السواد وأغرب فيه ومنه الغراب وكان من حق التأكيد ان يتبع المؤكد كقولك أصفر فاقع إلا أنه ضمر المؤكد قبله والذى بعده تفسير للمضمر وإنما يفعل ذلك لزيادة التوكيد حيث يدل على المعنى الواحد من طريقى الاظهار والاضمار جميعا ولا بد من تقدير حذف المضاف فى قوله ومن الجبال جدد أى ومن الجبال ذو جدد بيض وحمر وسود حتى يؤل إلى قولك ومنالجبال مختلف ألوانه كما قال ثمرات مختلفا ألوانها ومن الناس والدواب والانعام مختلف ألوانه يعنى ومنهم بعض مختلف ألوانه كذلك أى كاختلاف الثمرات والجبال ولما قال ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء وعدد آيات الله واعلام قدرته وآثار صنعته وما خلق من الفطر المختلفة الاجناس وما يستدل به عليه وعلى صفاته ابتع ذلك إنما يخشى الله من عباده العلمؤا أى العلماء به الذين علموه بصفاته فعظموه ومن ازداد علما به ازداد منه خوفا ومن كان علمه به أقل كان آمن وفى الحديث أعلمكم بالله اشدكم له خشية وتقديم اسم الله تعالى وتأخير العلماء يؤذن ان معناه ان الذين يخشون من عباده العلماء دون غيرهم ولو عكس لكان المعنى أنهم لا يخشون إلا الله كقوله ولا يخشون أحدا إلا الله وبينهما تغاير ففى الأول بيان أن الخاشين هم العلماء وفي الثانى بيان أن المخشى منه هو الله تعالى وقرأ أبو حنيفة وابن عبد العزيز وابن سرين رضى الله عنهم إنما يخشى الله من عباده العلماء والخشية في هذه القراءة استعارة والمعنى إنما يعظم