فاطر ٣٢ - ٢٨
الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور تعليل لوجوب الخشية لدلالته على عقوبة العصاة وقهرهم وإثابة أهل الطاعة والعفو عنهم والمعاقب المنيب حقه أن يخشى إن الذين يقلون كتاب الله يداومون على تلاوة القرآن واقاموا الصلوة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية أى مسرين النفل ومعلنين الفرض يعنى لا يقتنعون بتلاوته على حلاوة العمل به يرجون خبران تجارة هي طلب الثواب بالطاعة لن تبور لن تكسد يعنى تجارة ينتفى عنها الكساد وتنفق عن الله ليوفيهم متعلق بلن تبور أي ليوفيهم بنفاقها عنده أجورهم ثواب أعمالهم ويزيدهم من فضله بتفسيح القبور أو بتشفيعهم فيمن أحسن إليهم أو بتضعيف حسناتهم أو بتحقيق وعد لقائه أو يرجون في موضع الحال أى راجين واللام في ليوفيهم تتعلق بيتلون وما بعده أى فعلوا جيمع ذلك من التلاوة وإقامة الصلاة والانفاق لهذا الغرض وخبران إنه غفور لفرطاتهم شكور أى غفور لهم شكور لأعمالهم أى يعطى الجزيل على العمل القليل والذى أوحينا إليك من الكتاب أى القرآن ومن التبين هو الحق مصدقا حال مؤكده لأن الحق لا ينفعك عن هذا التصديق لما بين يديه لما تقدمه من الكتب إن الله بعباده لخبير بصير فعلمك وأبصر أحوالك ورآك آهلا لأن يوحىإليك مثل هذا الكتاب المعجز الذى هو عبار على سائر الكتب ثم أورثنا الكتاب أى أوحينا إليك القرآن ثم أو رثناه من بعدك أى حكمنا بتوريثه الذين اصطفينا من عبادنا وهم أمته من الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم إلى يوم القيامة لأن اصطفاهم على سائر الأمم وجعلهم أمة وسطا ليكونوا شهداء على الناس واختصهم بكرامة الانتماء إلى أفضل رسله ثم رتبهم على مراتب فقال فمنهم ظالم لنفسه وهو المرجأ لأمر الله ومنهم مقتصد هو الذى خلط عملا صالحا وآخر سيا ومنهم سابق بالخيرات وهذا التاويل يوافق التنزيل فأنه تعالى قال والسابقون الأولون من المهاجرين الآية وقال بعده وآخرون اعترفوا بذنوبهم الآية وقال بعده وآخرون مرجون لأمر الله الآية والحديث فقد روى عن عمر رضى الله عنه أنه قال على المنبر بعد قراءة هذه الآية قال رسول الله ص - سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا