فاطر ٣٥ - ٣٢
مغفور له عليه السلام السابق يدخل الجنة بغير حساب والمقتصد يحاسب حسابا يسيرا ثم يدخل الجنة وأما الظالم نفسه فيحبس حتى يظن أنه لا ينجو ثم تناله الرحمة فيدخل الجنة رواه أبو الدراداء والأثر فعن ابن عباس رضى الله عنهما السابق المخلص والمقتصد المرائى والظالم الكافر بالنعمة غير الجاحد لها لأنه حكم الثلاثة بدخول الجنة وقول السلف فقد قال الربيع بن أنس الظالم صاحب الكبائر والمقتصد صاحب الصغائر والسابق المجتنب لهما وقال الحسن البصرى الظالم من رجحت سيأته والسابق من رجحت حسناته والمقتصد من استورت حسناته وسيأته وسئل أبو سيف رحمه الله عن هذه الآية فقال كلهم مؤمنون وأما صفة الكفار فبعد هذا وهو قوله والذين كفروا لهم نار جهنم وأما الطبقات الثلاث فهم الذين اصطفى من عباده فإنه قال فمنهم ومنهم ومنهم والكل راجع إلى قوله الذين اصطفينا من عبادنا وهم أهل الايمان وعليه الجمهور وإنما قدم الظالم للايذان بكثرتهم وان المقتصدين قليل بالإضافة إليهم والسابقون أقل من القليل وقال ابن عطاء إنما قدم الظالم لئلا بيأس من فضله وقيل إنما قدمه ليعرفه أن ذنبه لا يبعده من ربه وقيل ان أول الأحوال معصية ثم توبه ثم استقامة وقال سهل السابق العلم والمقتصد المتعلم والظالم الجاهل وقال أيضا السابق الذى اشتغل بمعاده والمقتصد الذى اشتغل بمعاشه ومعاده والظالم الذى اشتغل بمعاشه عن معاده وقيل الظالم الذى يعبده على الغفله والعاده والمقتصد الذى يعبده على الرغبة والرهبة والسابق الذى يعبده على الهيبة والاستحقاق وقيل الظالم من أخذ الدنيا حلالا كانت او حرامار المقتصدين يجتهدان لا يأخذها إلا من حلال والسابق من أعرض عنها جملة وقيل الظالم طالب الدنيا والمقتصد طالب العقبى والسابق طالب المولى بإذن الله بأمره أو بعلمه أو بتوفيقه ذلك أى إيراث الكتاب هو الفضل الكبير جنات عدن خبر ثان لذلك أو خبر مبتدا محذوف أو مبتدأ أو الخبر يدخلونها أى الفرق الثلاثة يدخلونها أبو عمرو يحلون فيها من أساور جمع أسورة جمع سوار من ذهب ولؤلؤ أى من ذهب مرصع باللؤلؤ ولؤلؤا بالنصب والهمزة نافع وحفص عطفا على محل من أساور أى يحلون اساور ولؤلؤ ولباسهم فيها حرير لما فيه من الذة والزينة وقالواالحمد لله الذى أذهب عنا الحزن خوف النار أو خوف الموت أو هموم الدنيا إن ربنا لغفور يغفر الجنايات وإن كثرت شكور يقبل الطاعات وإن قلت الذى أحلنا دار المقامة أى الإقامة لا نبرج ولا نقارقها يقال أقمت إقامة ومقاما ومقامة من فضله من عطائه وأفضاله لا باستحقاقنا


الصفحة التالية
Icon