فاطر ٣٩ - ٣٥
لا يمسنا فيها نصب تعب ومشقة ولا يمسنا فيها لغوب أعياء من التعب وفترة وقرأ أبو عبدالرحمن السلمى لغوب بفتح اللام وهو شيء يلغب منه أى لا نتكلف عملا يلغبنا والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا جواب النفى ونصبه باضمار أن أى لا يقضى عليهم بموت ثان فيستريحوا ولا يخفف عنهم من عذابها من عذاب نار جهنم كذلك مثل ذلك الجزاء نجزى كل كفور يجزى كل كفور أبو عمرو وهم يصطرخون فيها بسغيثون فهو يفتعلون من الصراخ وهو الصياح بجهد ومشقة واستعمل في الاستغائة لجهر صوت المستغيث ربنا يقولون بنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل أى أخرجنا من النار ردنا إلا الدنيا نؤمن بدل الكفر ونطع بعد المعصية فيجاوبون بعد قدر عمر الدنيا أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر يجوز أن يكون ما نكرة موصوفة أى تعميرا يتذكر فيه من تذكر وهو متناول لك عمر تمكن منه المكلف من إصلاح شأنه وإن قصر إلا أن التوبيخ في المتطاول أعظم ثم قيل هو ثمان عشرة سنة وقيل أربعون وقيل ستون سنة وجاءكم النذير الرسول عليه السلام أو المشيب وهو عطف على معنى أو لم نعمركم لأن لفظه لفظ استخبار ومعناه اخبار كأنه قيل قد عمرناكم وجاءكم النذير فذوقوا العذاب فما للظالمين من نصير ناصر يعينهم إن الله علم غيب السموات والأرض ما غاب فيهما عنكم انه عليم بذات الصدور كالتعليل لأنه إذا علم ما في الصدور وهو أخفى ما يكون فقد علم كل غيب في العالم وذات الصدور ومضمراتها وهي تأنيث ذو في نحو قول ابي بكر رضى الله عنه ذو بطن خارجه جارية أى ما في بطنها من الحبل لأن يصحب البطن وكذا المضمرات تصحب الصدور وذو موضوع لمعنى الصحبة هو الذى جعلكم خلالف في الأرض يقال للمستخلف خليفة ويجمع على خلالف والمعنى أنه جعلكم خلفاء في أرضه قد ملككم مقاليد التصرف فيها وسلطكم على ما فيها وأباح منافعها لتشكروه بالتوحيد والطاعة فمن كفر منكم وغمط مثل النعمة السنية فعليه كفره فوبال كفره راجع عليه وهو مقت الله وخسار الآخرة كما


الصفحة التالية
Icon