فاطر ٤٥ - ٤٣
ص - إلا تباعدا عن الحق وهو إسناد مجازى استكبار في الأرض مفعول له وكذا ومكر السيىء والمعنى وما زادهم الا نفورا للاستكبار ومكر السيء أو حال يعنى مستكبرين وما كرين برسول الله ص - قوله ومر السيء وأن مكروا السيء أى المكر السيء ثم ومكرا السيء والدليل عليه قوله ولا يحيق يحيط وينزل المكر السيء إلا بأهله ولقد حاق بهم يوم بدر وفي المثل من حفر لأخيه جبا وقع فيه مكبا فهل ينظرون إلا سنت الأولين وهو إنزال العذاب على الذين كذبوا برسلهم من الأمم قبلهم والمعنى فهل ينظرون بعد تكذيبك إلا أن ينزل بهم العذاب مثل الذي نزل عن قبلهم من مكذبى الرسل جعل است٤قبالهم لذلك انتظار له منهم فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا بين أن سنته التى هي الانتقام من مكذبى الرسل سنة لا يبدلها في ذاتها ولا يحولها عن أوقاتها وأن ذلك مفعول لا محالة أو لم يسيروا في الأرض فيظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم استشهد عليهم بما كانوا يشهدونه في مسايرهم إلى الشام واليمن والعراق من آثار الماضين علامات هلاكهم ودمارهم وكانوا أشد منهم من أهل مكة قوة اقتدار فلم يتمكنوا من الفرار وما كان الله ليعجزه ليسبقه ويفوته من شيء أى شيء في السموات ولا في الأرض إنه كان عليما بهم قديرا قادرا عليهم ولو يؤخذا الله الناس بما كسبوا بما اقترافوا من المعاصي ما ترك على ظهرها على ظهر الأرض لأنه جرى ذكر الأرض في قوله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض من دابة من نسمة تدب عليها ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى إلى يوم القيامة فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا أي لم يخفف عليه حقيقة وحكمة حكمهم والله الموفق للصواب تم بحمد الله تعالى الربع الثالث من تفسير القرآن الكريم للامام النسفى ويليه الرابع وأوله سورة يس
الجزء الرابع