مريم ٣٠ - ٢٥
وتسقط ويسقط التاء للنخلة والياء للجذع فهذه تسع قراآت رطبا تمييز أو مفعول به على حسب القراءة جنيا طريا وقالوا التمر للنفساء عادة من ذلك الوقت وقيل ما للنفساء خير من الرطب ولا للمريض من العسل فكلي من الجني واشربي من السري وقري عينا بالولد الرضي وعينا تمييز أي طيبي نفسا بعيسى وارفضي عنك ما احزنك فأما أصله إن ما فضمت ان الشرطية إلى ما وأدغمت فيها ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما أي فإن رأيت آدميا يسألك عن حالك فقولي إني نذرت للرحمن صمتا وامساكا عن الكلام وكانوا يصومون عن الكلام كما يصومون عن الاكل والشرب وقيل صياما حقيقة وكان صيامهم فيه الصمت فكان الزامه الزامه وقد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صوم الصمت فصار ذلك منسوخا فينا وانما أمرت أن تنذر السكوت لأن عيسى عليه السلام يكفيها الكلام بما يبرئ به ساحتها ولئلا تجادل السفهاء وفيه دليل على أن السكوت عن السفيه واجب وما قدع سفيه بمثل الاعراض ولا أطلق عنانه بمثل العراض وإنما أخبرتهم بأنها نذرت الصوم بالإشارة وقد تسمى الإشارة كلاما وقولا ألا ترى إلى قول الشاعر في وصف القبور... وتكلمت عن أوجه تبلى...
وقيل كان وجوب الصمت بعد هذا الكلام أو سوغ لها هذا القدر بالنطق فلن اكلم اليوم إنسيا آدميا فأتت به بعيسى قومها بعد ما طهرت من نفاسها تحمله حال منها أي أقبلت نحوهم حاملة إياه فلما رأوه معها قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا بديعا عجيبا والفرى القطع كأنه يقطع العادة يا أخت هرون وكان أخاها من أبيها ومن أفضل بني اسرائيل أو هو أخو موسى عليه السلام وكانت من أعقابه وبينهما ألف سنة وهذا كما يقال يا أخا همدان أي يا واحدا منهم أو رجل صال أو صالح في زمانها شبهوها به في الصلاح أو شتموها به ما كان ابوك عمران امرأ سوء زانيا وما كانت امك حنة بغيا زانية فأشارت إليه إلى عيسى أن يجيبهم وذلك أن عيسى عليه السلام قال لها لا تحزني واحيلي بالجواب علي وقيل امرها جبريل بذلك ولما اشارت إليه غضبوا وتعجبوا و قالوا كيف نكلم من كان حدث ووجد في المهد المعهود صبيا حال قال اني عبد الله ولما أسكتت بأمر الله لسانها الناطق أنطق الله اللسان الساكت حتى اعترف


الصفحة التالية
Icon