مريم ٣٦ - ٣٠
بالعبودية وهو ابن اربعين ليلة أو ابن يوم روي انه أشار بسبابته وقال بصوت رفيع إني عبد الله وفيه رد لقول النصارى آتاني الكتاب الانجيل وجعلني نبيا روى عن الحسن أنه كان في المهد نبيا وكلامه معجزته وقيل معناه أن ذلك سبق في قضائه أو جعل الآتي لا محالة كأنه وجد وجعلني مباركا أين ما كنت نفاعا حيث كنت أو معلما للخير وأوصاني وأمرني بالصلوة والزكوة إن ملكت مالا وقيل صدقة الفطر أو تطهير البدن ويحتمل وأوصاني بأن آمركم بالصلاة والزكاة ما دمت حيا نصب على الظرف أي مدة حياتي وبرا بوالدتي عطفا على مباركا أي بارا بها أكرمها وأعظمها ولم يجعلني جبارا متكبرا شقيا عاقا والسلام علي يوم ولدت يوم ظرف والعامل فيه الخبر وهو على ويوم أموت ويوم أبعث حيا أي ذلك السلام الموجه إلى يحيى في المواطن الثلاثة موجه إلى إن كان حرف التعريف للعهد وان كان للجنس فالمعنى وجنس السلام على وفيه تعريض باللعنه على أعداء مريم وابنها لأنه إذا قال وجنس السلام على فقد عرض بأن ضده عليكم إذ المقام مقام مناكرة وعناد فكان مئنة لمثل هذا التعريض ذلك مبتدأ عيسى خبره ابن مريم نعته أو خبر ثان أي ذلك الذي قال أني كذا وكذا عيسى بن مريم لا كما قالت النصارى إنه إله أو ابن الله قول الحق كلمة الله فالقول الكلمة والحق الله وقيل له كلمة الله لأنه ولد بقوله كن بلا واسطة أب وارتفاعه على أنه خبر بعد خبر أو خبر مبتدأ محذوف أو بدل من عيسى ونصبه شامي وعاصم على المدح أو على المصدر أي أقول قول الحق هو ابن مريم وليس باله كما يدعونه الذي فيه يمترون يشكون من المرية الشك أو يختلفون من المراء فقالت اليهود ساحر كذاب وقالت النصارى ابن الله وثالث ثلاثة ما كان لله ما ينبغي له أن يتخذ من ولد جيء بمن لتأكيد النفي سبحانه نزه ذاته عن اتخاذ الولد إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون بالنصب شامي أي كما قال لعيسى كن فكان من غير أب ومن كان متصفا بهذا كان منزها ان يشبه الحيوان الوالد وان الله ربي وربكم فاعبدوه بالكسر شامي وكوفي على الابتداء وهو من كلام عيسى يعني كما أنا عبده فأنتم عبيده على وعليكم أن نعبده ومن فتح عطف على بالصلاة أي وأوصاني بالصلاة