مريم ٤٠ - ٣٦
وبالزكاة وبأن الله ربي وربكم أو علقه بما بعده أي ولأن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا الذي ذكرت صراط مستقيم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا فاختلف الأحزاب الحزب الفرقة المنفردة برأيها عن غيرها وهم ثلاث فرق نسطورية ويعقوبية وملكانية من بينهم من بين أصحابه أو من بين قومه أو من بين الناس وذلك أن النصارى اختلفوا في عيسى حين رفع ثم اتفقوا على ان يرجعوا إلى قول ثلاثة كانوا عندهم أعلم أهل زمانهم وهو يعقوب ونسطور وملكان فقال يعقوب هو الله هبط إلى الأرض ثم صعد إلى السماء وقال نسطور كان ابن الله اظهره ما شاء ثم رفعه إليه وقال الثالث كذبوا كان عبدا مخلوقا نبيا فتبع كل واحد منهم قوم فويل للذين كفروا من الاحزاب إذ الواحد منهم على الحق من مشهد يوم عظيم هو يوم القيامة أو من شهودهم هول الحساب والجزاء في يوم القيامة أو من شهادة ذلك اليوم عليهم وأن تشهد عليهم الملائكة والأنبياء جوارحهم بالكفر أو من مكان الشهادة أو وقتها أو المراد يوم اجتماعهم للتشاور فيه وجعله عظيما لفظاعة ما شهدوا به في عيسى أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا الجمهور على أن لفظه أمر ومعناه التعجب والله تعالى لا يوصف بالتعجب ولكن المراد أن إسماعهم وإبصارهم جدير بأن يتعجب منهما بعد ما كانوا صما وعميا في الدنيا قال قتادة إن عموا وصموا عن الحق في الدنيا فما أسمعهم وما أبصرهم بالهدي يوم لا ينفعهم وبهم مرفوع المحل على الفاعلية كاكرم بزيد فمعناه كرم زيد جدا لكن الظالمون اليوم أقيم الظاهر مقام المضمر أي لكنهم اليوم في الدنيا بظلمهم أنفسهم حيث تركوا الاستماع والنظر حين يجدي عليهم ووضعوا العبادة في غير موضعها في ضلال عن الحق مبين ظاهر وهو اعتقادهم عيسى إلها معبودا مع ظهور آثار الحدث فيه شعار بأن لا ظلم اشد من ظلمهم وأنذرهم خوفهم يوم الحسرة يوم القيامة لأنه يقع فيه الندم على ما فات وفي الحديث إذا رأوا منازلهم في الجنة أن لو آمنوا إذ بدل من يوم الحسرة او ظرف للحسرة وهو مصدر قضى الأمر فرغ من الحساب وتصادر الفريقان إلى الجنة والنار وهم في غفلة هنا عن الإهتمام لذلك المقام وهم لا يؤمنون لا يصدقون به وهم وهم حالان أي وانذرهم على هذا الحال غافلين غير مؤمنين انا نحن نرث الأرض ومن عليها أي نتفرد بالملك والبقاء عند تعميم الهلك والفناء وذكر من لتغليب العقلاء وإلينا يرجعون بضم الياء وفتح الجيم وفتح الياء يعقوب أي يردون فيجازون جزاء وفاقا واذكر