مريم ٤٥ - ٤١
لقومك فى الكتاب القرآن إبراهيم قصته مع أبيه أنه كان صديقا نبيا بغير همزه وهمزه نافع قيل الصادق المستقيم فى الأفعال والصديق المستقيم فى الآحوال فالصديق من ابنية المبالغة ونظيره الضحيك والمراد فرط صدقه وكثرة ما صدق به من غيوب الله وآياته وكتبه ورسله اى كان مصدقا لجميع الانبياء وكتبهم وكان نبيا فى نفسه وهذه الجملة وقعت اعتراضا بين إبراهيم وبين ما هو بدل منه وهو إذ قال وجاز ان يتعلق إذ بكان او بصديقا نبيا اى كان جامعا لخصائص الصديقين والانبياء حين خاطب أباه بتلك المخاطبات والمراد بذكر الرسول اياه وقصته فى الكتاب ان يتلو ذلك على الناس ويبلغه اياهم كقوله واتل عليهم نبأ إبراهيم وإلا فالله عزوعلا هو ذاكره ومورده فى تنزيله لآبيه با أبت بكسر التاء وفتحها ابن عامر والتاء عوض من ياء الإضافه ولا يقال يا ابتي لئلا يجمع بين العوض والمعوض منه لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر المفعول فيهما منسي غير منوى ويجوز أن يقدر اى لا يسمع شيئا ولا يبصر شيئا ولا يغنى عنك شيئا يحتمل ان يكون شيئا فى موضع المصدر اى شيئا من الاعناء وان يكون مفعولا به من قولك اغن عنى وجهك اى بعد يا أبت انى قد جاءنى من العلم الوحى او معرفة الرب ما لم يأتك ما في ما لا يسمع وما لم يأتك يجوز أن تكون موصوله أو موصوفة فاتبعنى اهدك ارشدك صراطا سويا مستقيما يا أبت لا تعبد الشيطان لاتطعه فيما سول من عبادة الصنم إن الشيطان كان للرحمن عصيا عاصيا يا أبت إنى أخاف قيل أعلم أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا قرينا فى النار تليه ويليك فانظر فى نصيحته كيف راعى المجامله والرفق والخلق الحسن كما أمر نفى الحديث أوحى إلى إبراهيم انك خليلى حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مداخل الابرار فطلب منه أولا العله فى خطئه طلب منبه على تماديه موقظ لافراطه وتناهيه لأن من يعبد أشرف الخلق منزلة وهم الانبياء كان محكوما عليه بالعى المبين فكيف بمن يعبد حجرا أو شجرا لا يسمع ذكر عابده ولا يرى هيأت عبادته ولا يدفع عنه بلاء ولا يقضى له حاجة ثم ثنى بدعوته إلى الحق مترفقا به متلطفا فلم يسم أباه بالجهل المفرط ولا نفسه بالعلم الفائق ولكنه قال ان معى شيئا من العلم ليس معك وذلك علم الدلاله على الطريق السوى فهب أنى وإياك فى مسير وعندى معرفة بالهداية دونك فاتبعنى انجك من ان تضل وتتيه ثم ثلث بنهيه عما كان عليه بأن الشيطان