مريم ٥٧ - ٥١
أخلص هو العبادة لله تعالى فهو مخلص بماله من السعادة باصل الفطرة ومخلص فيما عليه من العبادة بصدق الهمة وكان رسولا نبيا الرسول الذي معه كتاب الأنبياء والنبي الذي ينبيء عن الله عز و جل وأن لم يكن معه كتاب كيوشع وناديناه دعوناه وكلمناه ليلة الجمعة من جانب الطور هو جبل بين مصر ومدين الأيمن من اليمين أي من ناحية اليمين والجمهور على ان المراد أيمن موسى عليه السلام لان الجبل لا يمين له والمعنى انه حين أقبل من مدين يريد مصر نودي من الشجرة وكانت في جانب الجبل على يمين موسى عليه السلام وقربناه تقريب منزلة ومكانة لا منزل ومكان نجيا حال أي مناجيا كنديم بمعنى منادم ووهبنا له من رحمتنا من أجل رحمتنا وترؤفنا عليه أخاه مفعول هارون بدل منه نبيا حال أي وهبنا له نبوة أخيه والا فهرون كان أكبر سنا منه واذكر في الكتاب اسمعيل هو ابن ابراهيم في الاصح انه كان صادق الوعد وافيه وعد رجلا أن يقيم مكانه حتى يعود اليه فانتظر سنة في مكانه حتى عادو ناهيك انه وعد من نسفه الصبر على الذبح فوفى وقيل لم يعدر به موعدا الا أنجزه وانما خصه بصدق الوعد وان كان موجودا في غيره من الانبياء تشريفا له ولأنه المشهور من خصاله وكان رسولا إلى جرهم نبيا مخبرا منذرا وكان يأمر أهله أمته لأن النبي أبو أمته وأهل بيته وفيه دليل على أنه لم يداهن غيره بالصلوة والزكوة يحتمل انه انما خصت هاتان العبادتان لانهما أما العبادات البدنية والمالية وكان عند ربه مرضيا قريء مرضوا على الأصل واذكر في الكتاب ادريس هو اخنوخ اول مرسل بعد آدم عليه السلام وأول من خط بالقلم وخاط اللباس ونظر في علم النجوم والحساب واتخذ الموازين والمكاييل والاسلحة فقاتل بني قابيل وقولهم سمي به لكثرة دراسته كتب الله لا يصح لأنه لو كان إفعيلا من الدرس لم يكن فيه إلا سبب واحد وهو العلمية وكان منصرفا فامتناعه من الصرف دليل العجمة انه كان صديقا نبيا أنزل الله عليه ثلاثين صحيفة ورفعناه مكانا عليا هو شرف النبوة والزلفى عند الله وقيل معناه رفعته الملائكة إلى السماء الرابعة وقد رآه النبي صلى الله عليه و سلم ليلة المعراج فيها وعن الحسن إلى الجنة لا شيء أعلى من الجنة وذلك انه حبب لكثرة عبادته إلى الملائكة فقال لملك الموت أذقني الموت بهن على ففعل ذلك بأذن الله فحيي وقال أدخلني النار أزدد رهبة ففعل ثم قال أدخلني الجنة أزدد رغبة ثم قال له اخرج فقال قد ذقت الموت ووردت النار فما أنا بخارج من الجنة فقال الله عز و جل باذني فعل وباذني دخل فدعه أولئك اشارة الى المذكورين في السورة من زكرياء