مريم ٦٨ - ٦٥
والأرض ثم قال لرسوله لما عرفت أنه متصف بهذه الصفات فاعبده فاثبت على عبادته واصطبر لعبادته أي اصبر على مكافأة الحسود لعبادة المعبود واصر على المشاق لاجل عبادة الخلاق أي لتتمكن من الاتيان بها هل تعلم له سميا شبيها ومثلا أو هل يسمى أحد باسم الله غيره لأن مخصوص بالمعبود بالحق أي صح أن لا معبود يوجه إليه العبادة إلا هو وحده لم يكن بد من عبادته والاصطبار على مشاقها فتهافت أبي بن خلف عظما وقال أنبعث بعد ما صرا كذا فنزل ويقول الإنسان أئذا مامت لسوف أخرج حيا والعامل في إذا ما دل عليه الكلام وهو ابعث أي إذا ما مت أبعث وانتصابه باخرج ممتنع لأن ما بد لام الابتداء لا يعمل فيها قبلها فلا تقول اليوم لزيد قائم ولام الابتداء الداخلة على المضارع تعطى معنى الحال وتؤكد مضمون الجملة فلما جامعت حرف الاستقبال خلصت للتوكيد واضمحل معنى الحال وما في إذا ما للتوكيد أيضا فكانه قال أحقا إنا سنخرج من القبور أحياء حين يتمكن فينا الموت والهلاك على وجه الاستنكار والاستبعاد وتقديم الظرف وإيلاؤه حرف الإنكار من قبل أن ما بعد الموت هو وقت كون الحياة منكرة ومنه جاء إنكارهم أو لا يذكر الإنسان خفيف شامي ونافع وعاصم من الذكر والسائر بتشديد الذال والكاف وأصله يتذكر كقراءة أبي فادغمت التاء في الذال أي أولا يتدبر والواو عطفت لا يذكر على يقول ووسطت همزة الانكار بين المعطوف عليه وحرف العطف يعني أيقول ذلك ولا يتذكر حال النشأة الأولى حتى لا ينكر النشأة الأخرى فان تلك أدل على قدرة الخالق حيث أخرج الجواهر والأعراض من العدم إلى الوجود وأما الثانية فليس فيها إلا تأليف الأجزاء الموجودة وردها إلى ما كانت عليه مجموعة بعد التفريق أنا خلقناه من قبل من قبل الحالة التي هو فيها وهي حالة بقائه لم يك شيئا هو دليل على ما بينا وعلى ان المعدوم ليس بشيء خلافا للمعتزلة فوربك لنحشرنهم أي الكفار المنكرين للبعث والشياطين الواو للعطف وبمعنى مع أوقع أي يحشرون مع قرنائهم من الشياطين الذين أغووهم يقرن كل كافر مع شيطان في سلسلة وفي إقسام الله باسمه مضافا إلى رسوله تفخيم لشأن رسوله ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا حال جمع حاث أي بارك على الركب ووزنه فعول لأن أصله جثوو كسجود وساجد أي يعتلون من المحشر إلى شاطئ جهنم عتلا على حالهم التي كانوا عليها في الموقف جثاة على ركبهم غير مشاة على اقدامهم


الصفحة التالية
Icon