مريم ٧٢ - ٦٩
ثم لننزعن من كل شيعة طائفة شاعت أي تبعت غاويا من الغواة أيهم أشد على الرحمن عتيا جراة أو فجورا أي لنخرجن من كل طائفة من طوائف الغي أعتاهم فاعتاهم فإذا اجتمعوا طرحناهم في النار على الترتيب نقدم أولاهم بالعذاب فأولاهم وقيل المراد بأشدهم عتيا الرؤساء لتضاعف جرمهم لكونهم ضلالا ومضلين قال سيبويه أيهم مبني على الضم لسقوط صدر الجملة التي هي صلته وهو هو من هو أشد حتى لو جئ به لاعرب بالنصب وقيل أيهم هو أشد وهذا لأن الصلة توضح الموصول وتبينه كما أن المضاف اليه يوضح المضاف ويخصصه فكما أن حذف المضاف إليه في من قبل يوجب بناء المضاف وجب أن يكون حذف الصلة أو شيء منها موجبا للبناء وموضعها نصب بننزع وقال الخليل هي معربة وهي مبتدأ وأشد خبره وهو رفع على الحكاية تقديره لننزعن الذين يقال فيهم أيهم أشد على الرحمن عتيا ويجوز أن يكون النزع واقعا على من كل شيعة كقوله ووهبنا لهم من رحمتنا أي لننزعن بعض كل شيعة فكأن قائلا قال من هم فقيل أيهم أشد عتيا وعلى يتعلق بافعل أي عتوهم أشد على الرحمن ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها أحق بالنار صليا تمييز أي دخولا والباء تتعلق بأولى وإن منكم أحد إلا واردها داخلها والمراد النار والورود الدخول عند على وابن عباس رضي الله عنهم وعليه جمهور أهل السنة لقوله تعالى فاوردهم النار ولقوله تعالى لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها ولقوله ثم ننجي الذين اتقوا إذ النجاة إنما تكون بعد الدخول ولقوله عليه السلام الورود الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على ابراهيم وتقول النار للمؤمنين جزيا مؤمن فان نورك أطفأ لهبي وقيل الورود بمعنى الدخول لكنه يختص بالكفار لقراءة ابن عباس وان منهم تحمل القراءة المشهورة على الالتفات وعن عبد الله الورود الحضور لقوله تعالى ولما ورد ماء مدين وقوله أولئك عنها مبعدون وأجيب عنه بأن المراد عن عذابها وعن الحسن وقتادة الورود المرور على الصراط لان الصراط ممدود عليها فيسلم أهل الجنة ويتقاذف أهل النار وعن مجاهد ورود المؤمن النار هو مس الحمى جسده في الدنيا لقوله عليه السلام الحمى حظ كل مؤمن من النار وقال رجل من الصحابة لآخر أيقنت بالورود قال نعم قال وأيقنت بالصدر قال لا قال ففيم الضحك وفيم التثاقل كان على ربك حتما مقضيا أي كان ورودهم واجبا كائنا محتوما والحتم مصدر حتم الأمر إذا أوجبه فسمى به الموجب كقولهم ضرب الأمير ثم ننجي وعلى بالتخفيف الذين اتقوا عن الشرك وهم المؤمنون ونذر الظالمين فيها جثيا فيه دليل على دخول الكل لأنه قال ونذر ولم يقل وندخل والمذهب ان