مريم ٧٥ - ٧٣
صاحب الكبيرة قد يعاقب بقدر ذنبه ثم ينجو لا محالة وقالت المرجئة الخبيثة لا يعاقب لأن المعصية لا تضر مع الإسلام عندهم وقالت المعتزلة يخلد وإذا تتلى عليهم آياتنا أي القرآن بينات ظاهرات الاعجاز أو حججا وبراهين حال مؤكدة كقوله وهو الحق مصدقا إذ آيات الله لا تكون إلا واضحة وحججا قال الذين كفروا أي مشركو قريش وقد رجلوا شعورهم وتكلفوا في زيهم للذين آمنوا للفقراء ورءوسهم شعثة وثيابهم خشنة أي الفريقين نحن أم أنتم خير مقاما بالفتح وهو موضع القيام والمراد المكان والمسكن وبالضم مكي وهو موضع الإقامة والمنزل وأحسن نديا مجلسا يجتمع القوم فيه للمشاورة ومعنى الآية ان الله تعالى يقول إذا أنزلنا آية فيها دلائل وبراهين أعرضوا عن التدبر فيها إلى الافتخار بالثروة والمال وحسن المنزل والحال فقال تعالى وكم أهلكنا قبلهم من قرن كم مفعول أهلكنا ومن تبيين لابهامها أي كثيرا من القرون أهلكنا وكل أهل عصر قرن لمن بعدهم هو أحسن في محل النصب صفة لكم ألا ترى أنك لو تركتهم كان أحسن نصبا على الوصفية أثاثا هو متاع البيت أو ماجد من الفرش ورئيا منظرا وهيئة فعل بمعنى مفعول من رأيت وريا بغير همز مشددا نافع وابن عامر على قلب الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ثم الادغام أو من الري الذي هو النعمة قل من كان في الضلالة الكفر فليمدد له الرحمن مدا جواب من لأنها شرطية وهذا الأمر بمعنى الخبر أي من كفر مد له الرحمن يعني أمهله وأملي له في العمر ليزداد طغيانا وضلالا كقوله تعالى إنما نملي لهم ليزدادوا إثما وإنا اخرج على لفظ الامر إيذانا بوجوب ذلك وأنه مفعول لا محالة كالمأمور به الممتثل ليقطع معاذير الضلال حتى إذا رأوا ما يوعدون هي متصلة بقوله خير مقاما وأحسن نديا وما بينهما اعتراض أي لا يزالون يقولون هذا القول إلى أن يشاهدوا الموعود رأى عين إما العذاب في الدنيا وهو تعذيب المسلمين إياهم بالقتل والاسر وإما الساعة أي القيامة وما ينالهم من الخزي والنكال فهما بدلان مما يوعدون فسيعلمون من هو شر مكانا منزلا اضعف جندا اعوانا وانصارا أي فحينئذ يعلمون أن الأمر على عكس ما قدروه وانهم شر مكانا واضعف جندا لا خير مقاما واحسن نديا وان المؤمنين على خلاف صفتهم وجاز أن تتصل بما يليها والمعنى أن الذين في الضلالة ممدود لهم في ضلالتهم لا ينفكون