مريم ٨٠ - ٧٦
عن ضلالتهم إلى أن يعاينوا نصره الله المؤمنين أو يشاهدوا الساعة وحتى هي التي يحكى بعدها الجمل الا ترى ان الجملة الشرطية واقعة بعدها وهي قوله إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون ويزيد الله الذين اهتدوا هدى معطوف على موضع فليمدد لوقوعه موضع الخبر تقديره من كان في الضلالة مد أو يمد له الرحمن ويريد أي يزيد في ضلال الضال بخدلانه ويزيد المهتدين أي المؤمنين هدي ثباتا على الاهتداء أو يقينا وبصيرة بتوفيقه والباقيات الصالحات أعمال الآخرة كلها أو الصلوات الخمس أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خير عند ربك ثوابا مما يفتخر به الكفار وخير مردا أي مرجعا وعاقبة تهكم بالكفار لأنهم قالوا للمؤمنين أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا ثم وبضم الواو وسكون اللام في اربعة مواضع ههنا وفي الزخرف ونوح حمزة وعلي جمع ولد كأسد في أسد أو بمعنى الولد كالعرب في العرب ولما كانت رؤية الأشياء طريقا إلى العلم بها وصحة الخبر عنها استعملوا أرأيت في معنى أخبر والفاء أفادت التعقيب كأنه قال اخبر ايضا بقصة هذا الكافر واذكر حديثه عقيب حديث أولئك وقوله لأولين جواب قسم مضمر أطلع الغيب من قولهم اطلع الجبل إذا ارتقى إلى أعلاه الهمزة للاستفهام وهمزة الوصل محذوفة أي انظر في اللوح المحفوظ فرأى منيته أم اتخذ عند الرحمن عهدا موثقا ان يؤتيه ذلك أو العهد كلمة الشهادة وعن الحس نزلت في الوليد بن المغيرة والمشهور أنها في العاص بن وائل فقد روى ان خباب بن الارت صاغ للعاص بن وائل حليا فاقتضاه الاجر فقال انكم تزعمون انكم تبعثون وان في الجنة ذهبا وفضة فانا اقضيك ثم فإني أوتي مالا وولدا حينئذ كلا ردع وتنبيه على الخطأ أي هو مخطئ فيما تصوره لنفسه فليرتدع عنه سنكتب ما يقول أي قوله والمراد سنظهر له ونعلمه أنا كتبنا قوله لأنه كما قال كتب من غير تأخير قال الله تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وهو كقوله... إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة...
أي علم وتبين بالانتساب أني لست بابن لئيمة ونمد له من العذاب نزيده من العذاب كما يزيد في الافتراء والاجتراء من المدد يقال مده وأمده بمعنى مدا أكد بالمصدر لفرط غضبه تعالى ونرثه ما يقول أي نزوى عنه ما زعم أنه يناله في الآخرة والمعنى مسمى ما يقول