مريم ٩٨ - ٩٣
استحقاق اسم الرحمن إن كل من نكرة موصوفة صفتها في السموات والأرض وخبر كل إلا آتى الرحمن ووحد آتي وآتيه حملا على لفظ كل وهو اسم فاعل من أى وهو مستقبل أي يأتيه عبدا حال أي خاضعا ذليلا منقادا والمعنى ما كل من في السموات والارض من الملائكة والناس الا هو يأتي الله يوم القيامة مقرا بالعبودية والعبودية والبنوة تتنافيان حتى لوم ملك الأب ابنه يعتق عليه ونسبه الجميع اليه نسبة العبد إلى المولى فكيف يكون البعض ولدا والبعض عبدا وقرا ابن مسعود آت الرحمن على اصله قبل الإضافة لقد أحصاهم وعدهم عدا أي حصرهم بعلمه وأحاط بهم وكلهم آتيه يوم القيامة فردا أي كل واحد منهم يأتيه يوم القيامة منفردا بلا مال ولا ولد أو بلا معين ولا ناصر إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا مودة في قلوب العباد قال الربيع يحبهم ويحببهم إلى الناس وفي الحديث يعطي المؤمن مقة في قلوب الابرار ومهابة في قلوب الفجار وعن قتادة وهرم ما أقبل العبد إلى الله إلا أقبل الله بقلوب العباد اليه وعن كعب ما يستقر لعبد ثناء في الأرض حتى يستقر له في السماء فانما يسرناه سهلنا القرآن بلسانك لغتك حال لتبشر به المتقين المؤمنين وتنذر به قوما ولدا شدادا في الخصومة بالباطل أي الذين يأخذون في كل لديد أي شق من المراء والجدال جمع ألد يريد به أهل مكة وكم أهلكنا قبلهم من قرن تخويف لهم وانذار هل تحس منهم من أحد أي هل تجد أو ترى او تعلم والاحساس الادراك بالحاسة أو تسمع لهم ركزا صوتا خفيا ومنه الركاز أي لما أتاهم عذابنا لم يبق شخص يرى ولا صوت يسمع يعني هلكوا كلهم فكذا هؤلاء أن اعرضوا عن تدبر ما أنزل عليك فعاقبتهم الهلاك فليهن عليك أمرهم والله أعلم