طه ٧ - ١
سورة طه
سورة طه صلى الله عليه و سلم مكية وهي مائة وخمس وثلاثون آية كوفي

بسم الله الرحمن الرحيم

طه فخم الطاء لاستعلائها وأمال الهاء أبو عمرو وأمالهما حمزة وعلي وخلف وأبو بكر وفخمهما على الاصل غيرهم وما روى عن مجاهد والحسن والضحاك وعطاء وغيرهم أن معناه يا رجل فان صح فظاهر والا فالحق ما هو المذكور في سورة البقرة ما أنزلنا عليك القرآن ان جعلت طه تعديدا لاسماء الحروف فهو ابتداء كلام وان جعلتها اسما للسورة احتملت أن تكون خبرا عنها وهي في موضع المبتدأ والقرآن ظاهرا وقع موقع المضمر لانها قرآن وأن يكون جوابا لها وهي قسم لتشقى لتتعب لفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم وتحسرك على ان يؤمنوا أو بقيام الليل وأنه روى أنه عليه السلام صلى بالليل حت تورمت قدماه فقال له جبريل ابق على نفسك فان لها عليك حقا أي ما انزلناه لتنهك نفسك بالعبادة وما بعثت إلا بالحنيفية السمحة الا تذكره استثناء منقطع أي لكن انزلناه تذكرة أو حال لمن يخشى لمن يخاف الله أو لمن يؤل أمره إلى الخشية تنزيلا بدل من تذكرة إذا جعل حالا ويجوزان ينتصب بنزل مضمرا أو على المدح أو يخشى مفعولا به أي أنزله الله تذكرة لمن يخشى تنزيل الله ممن خلق الأرض والسموات من يتعلق بتنزيلا صلة له العلي جمع العلياء تأنيث الاعلى ووصف السموات بالعلى دليل ظاهر على عظم قدرة خالقها الرحمن رفع على المدح أي هو الرحمن على العرش خبر مبتدأ محذوف استوى استولى عن الزجاج ونبه بذكر العرش وهو أعظم المخلوقات على غيره وقيل لما كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك مما يردف الملك جعلوه كناية عن الملك فقالوا استوى فلان على العرش أي ملك وان لم يقعد على السرير البتة وهذا كقولك يد فلان مبسوطة أي جواد وان لم يكن له يد رأسا والمذهب قول علي رضي الله عنه الاستواء غير مجهول والتكييف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة لأنه تعالى كان ولا مكان فهو على ما كان قبل خلق المكان لم يتغير عما كان له ما في السموات وما في الأرض خبر ومبتدأ ومعطوف وما بينهما أي ذلك كله ملكه وما تحت الثرى ما تحت سبع الاراضين أو هو الصخرة التي تحت الأرض السابعة وإن تجهر بالقول


الصفحة التالية
Icon