طه ١٤ - ٧
ترفع صوتك فانه يعلم السر ما أسررته إلى غيرك وأخفى منه وهو ما أخطرته ببالك أو ما أسررته في نفسك وما ستسره فيها الله لا إله إلا هو له الاسماء الحسنى أي هو واحد بذاته وان افترقت عبارات صفاته رد لقولهم أنك تدعو آلهة حين سمعوا اسماءه تعالى والحسنى تأنيث الاحسان وهل أي وقد أتاك حديث موسى خبره قفاه بقصة موسى عليه السلام ليتأسى به في تحمل اعباء النبوة بالصبر على المكاره ولينال الدرجة العليا كما نالها موسى اذ رأى ظرف لمضمر أي حين رأى نارا كان كيت وكيت أو مفعول به لا ذكر روى أن موسى عليه السلام استأذن شعيبا في الخروج إلى أمه وخرج بأهله فولد له ابن في الطريق في ليلة مظلمة مثلجة وقد ضل الطريق وتفرقت ماشيته ولا ماء عنده وقدح فصلد زنده فرأى عند ذلك نارا في زعمه وكان نورا فقال لاهله امكثوا اقيموا في مكانكم إني آنست ابصرت نارا والايناس رؤية شيء يؤنس به لعلي آتيكم منها بني الأمر على الرجاء لئلا يعد ما ليس يستيقن الوباء به بقبس نار مقتبس في رأس عود او فتبلة أو أجد على النار هدى ذوي هدى أو قوما يهدونني الطريق ومعنى الاستعلاء في على النار أن أهل النار يستعلون المكان القريب منها فلما أتاها أي النار وجد نارا بيضاء تتوقد في شجرة خضراء من اسفلها إلى أعلاها وكانت شجرة العناب أو العوسج ولم يجد عندها أحد أو روى انه كلما طلبها بعدت عنه فاذا تركها قربت فبم منه نودي موسى يا موسى إني بكسر الهمزة أي نودي فقيل يا موسى إني أولان النداء ضرب من القول فعومل معاملته واماطة الشبهة روى انها لما نودي يا موسى قال من المتكلم فقال الله عز و جل أنا ربك فعرف انه كلام الله عز و جل بأنه سمعه من جميع جهاته الست وسمعه بجميع أعضائه فاخلع نعليك انزعهما لتصيب قدميك بركة الوادي المقدس أو لانها كانت من جلد حمار ميت غير مدبوغ أو لان الحفوة تواضع لله ومن ثم طاف السلف بالكعبة حافين والقرآن يدل على أن ذلك احترام للبقعة وتعظيم لها فجعلهما والقاهما من وراء الوداي انك بالواد المقدس المطهر أو المبارك طوى حيث كان منون شامي وكوفي لانه اسم علم للوادي وهو بدل منه وغيرهم بغير تنوين بتأويل البقعة وقرأ ابو زيد بكسر الطاء بلا تنوين وأنا اخترتك اصطفيتك للنبوة وإنا اخترناك حمزة فاستمع لما يوحى اليك للذي يوحى أو للوحي واللام يتعلق باستمع أبو باخترتك إنني أنا الله لا إله إلا أنا


الصفحة التالية
Icon