طه ١٩ - ١٤
فاعبدني وحدني واطعني وأقم الصلوة لذكري لتذكرني فيها لاشتمال الصلاة على الأدكار أو لأني ذكرتها في الكتب وأمرت بها أو لأن أذكرك بالمدح والثناء أو لذكري خاصة لا تشوبه بذكر غيري أو لتكون لي ذاكرا غير ناس أو لأوقات ذكري وهي مواقيت الصلاة لقوله إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وقد حمل على ذكر الصلاة بعد نسيانها وذا يصح بتقدير حذف المضاف أي لذكر صلاتي وهذا دليل على أنه لا فريضة بعد التوحيد أعظم منها إن الساعة آتية لا محالة أكاد اريد عن الاخفش وقيل صلة أخفيها قيل هو من الأضداد أي أظهرها أو استرها عن العباد فلا أقول هي آتية لارادتي اخفاءها ولولا ما في الاخبار باتيانها مع تعمية وقتها من الحكمة وهو أنهم إذا لم يعلموا متى تقوم كانوا على وجل منها في كل وقت لما اخبرت به لتجزى متعلق بآتية كل نفس بما تسعى بسعيها من خير أو شر فلا يصدنك عنها فلا يصرفنك عن العمل للساعة أو عن أقامة الصلاة أو عن الإيمان بالقيامة فالخطاب لموسى والمراد به امته من لا يؤمن بها لا يصدق بها واتبع هواه في مخالفة امره فتردى فتهلك وما تلك بيمينك يا موسى ما مبتدأ وتلك خبره هي بمعنى هذه وبيمينك حال عمل فيها معنى الإشارة أي قارة أو مأخوذة بيمينك أو تلك موصول صلته بيمينك والسؤال للتنبيه لتقع المعجزة بها بعد التثبت أو للتوطين لئلا يهول انقلابها حية أو للايناس ورفع الهيبة للمكالمة قال هي عصاي أتوكأ عليها اعتمد عليها إذا أعييت أو وقفت على رأس القطيع وعند الطفرة وأهش بها على غنمي أخبط ورق الشجر على غنمي لتأكل ولي فيها حفص مآرب جمع مأربة بالحركات الثلاثة وهي بالحاجة أخرى والقياس اخر وإنما قال أخرى ردا إلى الجماعة أو لنسق الآي وكذا الكبرى ولما ذكر بعضها شكرا أجمل الباقي حياء من التطويل أو ليسأل عنها الملك العلام فيزيد في الاكرام والمآرب الآخر أنها كانت تماشيه وتحدثه وتحارب العدو والسباع وتصير رشاء فتطول بطول البئر وتصير شعبتاها دلوا وتكونان شمعتين بالليل وتحمل زاده ويركزها فتثمر ثمرة يشتهيها ويركزها فينبع الماء فاذا رفعها نضب وكانت تقية الهوام والزيادة على الجواب لتعداد النعم شكرا أو لأنها جواب سؤال آخر لأنه لما قال هي عصاي قيل له ما تصنع بها فاخذ يعدد منافعها قال ألقها يا موسى اطرح عصاك لتفزع مما تتكئ عليه فلا تسكن الا بنا وترى فيها كنة ما فيها من المآرب فتعتمد علينا في المطالب فالقاها فطرحها