الكهف ١٥ - ١٠
أو اجعل أمرنا رشدا كله كقولك رأيت منك أسدا أو يسر لنا طريق رضاك فضربنا على آذانهم في الكهف أي ضربنا عليها حجابا من النوم يعني أنمناهم إنامة ثقيلة لا تنبههم فيها الأصوات فحدف المفعول الذي هو الحجاب سنين عددا ذوات عدد فهو صفة لسنين قال الزجاج أي تعد عددا لكثرتها لأن القليل يعلم مقداره من غير عدد فاذا كثر عد فأما دارهم معدودة فهي على القلة لأنهم كانوا يعدون القليل ويزنون الكثير ثم بعثناهم أيقظناهم من النوم لنعلم أي الحزبين المتخلفين منهم في مدة لبثهم لأنهم لما انتبهوا اختلفوا في ذلك وذلك قوله قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما او بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم وكان الذين قالوا ربكم أعلم بما لبثتم هم الذين علموا أن لبثهم قد تطاول أو أي الحزبين المختلفين من غيرهم أحصى لما لبثوا أمدا غاية وأحصى فعل ماض وأمدا ظرف لأحصى أو مفعول به والفعل الماضي خبر المبتدأ وهو أي والمبتدا مع خبره سد مسد مفعولي نعلم والمعنى أيهم ضبط أمدا لأوقات لبثهم وأحاط علما بأمد لبثهم ومن قال أحصى أفعل من الاحصاء وهو العد فقد زل لأن بناءه من غير الثلاثي المجرد ليس بقياس وإنما قال لنعلم مع أنه تعالى لم يزل عالما بذلك لأن المراد ما تعلق به العلم من ظهور الأمر لهم ليزدادوا إيمانا واعتبارا وليكون لطفا لمؤمني زمانهم وآية بينة لكفارة أو المراد لنعلم اختلافهما موجودا كما علنماه قبل وجوده نحن نقص عليكم نبأهم بالحق بالصدق انهم فتية جمع فتى والفتوة بذل الندى وكف الأذى وترك الشكوى واجتناب المحارم واستعمال المكارم وقيل الفتى من لا يدعي قبل الفعل ولا يزكي نفسه بعد الفعل آمنوا بربهم وزدناهم هدى يقينا وكانوا من خواص دقيانوس قد قذف الله في قلوبهم الإيمان وخاف بعضهم بعضا وقالوا ليخل اثنان اثنان منا فيظهر كلاهما ما يضمر لصاحبه ففعلوا فحصل اتفاقهم على الايمان وربطنا على قلوبهم وقويناها بالصبر على هجران الأوطان والفرار بالدين إلى بعض الغيران وجسرناهم على القيام بكلمة الحق والتظاهر بالاسلام إذ قاموا بين يدي الجبار وهو دقيانوس من غير مبالاة به حيث عاتبهم على ترك عبادة الأصنام فقالوا ربنا رب السموات والأرض مفتخرين أن ندعوا من دونه إلها ولئن سيماهم آلهة لقد قلنا إذا شططا قولا ذا شطط وهو الافراط في الظلم والابعاد فيه من شط يشط ويشط إذا بعد هؤلاء متبدأ قومنا عطف بيان اتخذوا من دونه آلهة خير وهو اخبار في معنى الإنكار


الصفحة التالية
Icon