الكهف ١٧ - ١٥
لولا يأتون عليهم هلا يأتون على عبادتهم فحذف المضاف بسلطان بين بحجة ظاهرة وهو تبكيت لان الأتيان بالسلطان على عبادة الاوثان محال فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا بنسبة الشريك إليه وإذ اعتزلتموهم خطاب من بعضهم لبعض حيث صممت عزيمتهم على الفرار بدينهم وما يعبدون نصب عطف على الضمير أي وإذا اعتزلتموهم واعتزلتم معبوديهم إلا الله استثناء متصل لأنهم كانوا يقرون بالخالق ويشركون معه غيره كأهل مكة أو منقطع أي وإذا اعتزلتم الكفار والأصنام التي يعبدونها من دون الله أو هو كلام معترض اخبار من الله تعالى عن الفتية أنهم لم يعبدوا غير الله فأووا إلى الكهف صيروا إليه واجعلوا الكهف مأواكم ينشر لكم ربكم من رحمته من رزقه ويهيء لكم من أمركم مرفقا مرفقا مدني وشامي وهو ما يرتفق به أي ينتفع وإنما قالوا ذلك ثقة بفضل الله وقوة في رجائهم لتوكلهم عليه ونصوع يقينهم أو أخبرهم به نبي في عصرهم وترى الشمس إذا طعلت تزاور بتخفيف الزاي كوفي تزور شامي تزواور غيرهم وأصله تتزاور فخفف بادغام التاء في الزاي أو حذفها والكل من الزور وهو الميل ومنه زاره إذا مال اليه والزور الميل عن الصدق عن كهفهم أي تميل عنه ولا يقع شعاعها عليهم ذات اليمين جهة اليمين وحقيقتها الجهة المسماة باليمين وإذا غربت تقرضهم تقطعهم أي تتركهم وتعدل عنهم ذات الشمال وهم في فجوة منه في متسع من الكهف والمعنى أنهم في ظل نهارهم كله لا تصيبهم الشمس في طلوعها ولا غروبها مع أنهم في مكان واسع منفتح معرض لاصابة الشمس لولا أن الله يحجبها عنهم وقيل منفسح من غارهم ينالهم فيه روح الهواء وبرد النسيم ولا يحسون كرب الغار ذلك من ٢آيات الله أي ماصنعه الله بهم من أزورار الشمس وقرضها طالعة وغاربة آية من آيات الله يعني أن ما كان في ذلك السمت تصيبه الشمس ولا تصيبهم اختصاصا لهم بالكرامة وقيل باب الكهف شمالي مستقبل لبنات نعش فهم في مقنأه أبدا ومعنى ذلك من آيات الله أن شأنهم وحديثهم من آيات الله من يهد الله فهو المهتد مثل ما مر في سبحان وهو ثناء عليهم بأنهم جاهدوا في الله وأسلموا له وجوههم فارشدهم إلى نيل تلك الكرامة السنية ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا أي من أضله فلا هادي له وتحسبهم بفتح السين شامي