الكهف ١٩ - ١٨
وحمزة وعاصم غير الأعش وهو خطاب لكل أحد أيقاظا جمع يقظ وهم رقود نيام قيل عيونهم مفتحة وهم نيام فيحسبهم الناظر لذلك أيقاظا ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال قيل لهم تقلبتان في السنة وقيل تقلبة واحدة في يوم عاشوراء وكلبهم باسط ذراعيه حكاية حال ماضية لأن اسم الفاعل لا يعمل اذا كان في معنى المضي بالوصيد بالفناء أبو بالعتبة لو اطلعت عليهم لو اشرفت عليهم فنظرت اليهم لوليت منهم لأعرضت عنهم وهربت منهم فرارا منصوب على المصدر لأن معنى وليت منهم فررت منهم ولملئت منهم وبتشديد اللام حجازي للمبالغة رعبا تمييز وبضم العين شامي وعلى وهو الخوف الذي يرعب الصدر أي يملأه وذلك لما ألبسهم الله من الهيبة أو لطول أظفارهم وشعورهم وعظم اجرامهم وعن معاوية أنه غزا الروم فمر بالكهف فقال أريد أن أدخل فقال ابن عباس رضي الله عنهما لقد قيل لمن هو خير منك لوليت منهم فرارا فدخلت جماعة بأمره فأحرقتهم ريح وكذلك بعثناهم وكما أنمناهم تلك النومة كذلك أيقظناهم اظهارا للقدرة على الانامة والبعث جميعا ليتساءلوا بينهم ليسأل بعضهم بعضا ويتعرفوا حالهم وما صنع الله بهم فيعتبروا ويستدلوا على عظم قدرة الله ويزدادوا يقينا ويشكروا ما أنعم الله به عليهم قال قائل منهم رئيسهم كم لبثتم كم مدة لبثكم قالوا لبثنا يوما أبو بعض يوم جواب مبني على غالب الظن وفيه دليل على جواز الاجتهاد والقول بالظن الغالب قالوا ربكم أعلم بما لبثتم بمدة لبثكم انكار عليهم من بعضهم كأنهم قد علموا بالأدلة أو بالهام أن المدة متطاولة وأن مقدارها لا يعلمه الا الله وروى أنهم دخلوا الكهف غدوة وكان انتباههم بعد الزوال فظنوا انهم في يومهم فلما نظروا إلى طوال أظفارهم وأشعارهم قالوا ذلك وقد استدل ابن عباس رضي الله عنه على أن الصحيح أن عددهم سبعة لأنه قد قال في الآية قال قائل منهم كم لبثتم وهذا واحد وقالوا في جوابه لبثنا يوما أو بعض يوم وهو جمع وأقله ثلاثة ثم قال ربكم أعلم بما لبثتم وهذا قول جمع آخرين فصاروا سبعة فابعثوا أحدكم كأنهم قالوا ربكم أعلم بذلك لا طريق لكم إلى علمه فخذوا في شيء آخر مما يهمكم فابعثوا أحدكم أي تمليخا بورقكم هي الفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة وبسكون الراء أبو عمرو وحمزة وأبو بكر هذه الى المدينة هي طرسوس وحملهم الورق عند فرارهم دليل على أن حمل النفقة وما يصلح للمسافر هو رأى المتوكلين على الله دون المتكلين على الاتفاقات وعلى ما في أوعية


الصفحة التالية
Icon