طه ٤٣ - ٣٩
شديدا فذلك قوله والقيت عليك محبة مني يتعلق مني بالقيت يعني اني احببتك ومن أحبه الله أحبته القلوب فما رآه أحد إلا احبه قال قتادة كان في عيني موسى ملاحة ما رآه أحد إلا أحد به ولتصنع معطوف على محذوف تقديره والقيت عليك محبة لتحب ولتصنع على عيني أي لتربى بمرأى مني وأصله من صنع الفرس أي احسن القيام عليه يعني أنا مراعيك ومراقبك كما يراعي الرجل الشيء بعينه إذا اعتنى به ولتصنع بسكون اللام والجزم يزيد على أنه أمر منه إذ تمشي بدل من إذ أوحينا لأن مشي أخته كان منه عليه أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله روى أن أخته مريم جاءت متعرفة خبره فصادفهم يطلبون له مرضعة يقبل ثديها وكان لا يقبل ثدي امرأة فقالت هل أدلكم على من يضمه إلى نفسه فيربيه وأرادت بذلك المرضعة الأم وتذكير الفعل للفظ من فقالوا نعم فجاءت بالأم فقبل ثديها وذلك قوله فرجعناك فرددناك إلى أمك كما وعدناها بقولنا انا راده اليك كي تقر عينها بلقائك ولا تحزن علي فراقك وقتلت نفسا قبطيا كافرا فنجيناك من الغم من القود قيل الغم القتل بلغة قريش وقيل أغتم بسبب القتل خوفا من عقاب الله تعالى ومن اقتصاص فرعون فغفر الله له باستغفاره قال رب أني ظلمت نفسي فاغفر لي ونجاه من فرعون بأن ذهب به من مصر إلى مدين وفتناك فتونا ابتليناك ابتلاء بايقاعك في المحن وتخليصك منها والفتون مصدر كالعقود أو جمع فتنة أي فتناك ضروبا من الفتن والفتنة المحنة وكل ما يبتلى الله به عباده فتنة ونبلوكم بالشر والخير فتنة فلبثت سنين في أهل مدين هي بلدة شعيب عليه السلام على ثمان مراحل من مصر قال وهب لبث عند شعيب ثمانيا وعشرين سنة عشر منها مهر لصفوراء وأقام عنده ثمان عشرة سنة بعدها حتى ولد له أولاد ثم جئت على قدر يا موسى أي موعد ومقدار الرسالة وهو أربعون سنة وأصطنعتك لنفسي اخترتك واصطفيتك لوحيي ورسالتي للتتصرف على إرادتي ومحبتي قال الزجاج اخترتك لأمري وجعلتك القائم بحجتي والمخاطب بيني وبين خلقي كأني أقمت عليهم الحجة وخاطبتهم اذهب أنت وأخوك بآياتي بمعجزاتي ولا تنيا تفترا من الوني وهو الفتور والتقصير في ذكري أي اتخذا ذكري جناحا تطيران به أو أريد بالذكر تبليغ الرسالة فالذكر يقع على سائر العبادات وتبليغ الرسالة من اعظمها اذهبا إلى فرعون كرر لأن


الصفحة التالية
Icon