طه ٤٨ - ٤٣
الأول مطلق والثاني مقيد إنه طغى جاوز الحد بادعائه الربوبية فقولا له قولا لينا الطفا له في القول لما له من حق تربية موسى أو كياه وهو من ذوي الكي الثلاث ابو العباس وأبو الوليد وأبو مرة أو عداه شبابا لا يهرم بعده وملكا لا ينزع عنه إلا بالموت أو هو قوله هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى فظاهره الاستفهام والمشورة لعله يتذكر أي يتعظ ويتأمل فيذعن للحق أو يخشى أي يخاف أن يكون الأمر كما تصفان فيجره انكاره على الهلكة وإنما قال لعله يتذكر مع علمه أنه لا يتذكر لان الترجي لهما أي اذهبا على رجائكما وطمعكما وباشرا الامر مباشرة من يطمع أن يثمر عمله وجدوى ارسالهما اليه مع العلم بأنه لن يؤمن الزام الحجة وقطع المعذرة وقيل معناه لعله يتذكر متذكر أو يخشى خاش وقد كان ذلك من كثير من الناس وقيل لعل من الله تعالى واجب وقد تذكر ولكن حين لم ينفعه التذكر وقيل تذكر فرعون وخشي وأراد اتباع موسى فمنعه هامان وكان لا يقطع امرا دونه وتليت عند يحيى بن معاذ فبكى وقال هذا رفقك بمن يقول أنا إله فكيف بمن قال أنت الإله وهذا رفقك بمن قال أنا ربكم الأعلى فكيف بمن قال سبحان ربي الأعلى قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا يعجل علينا بالعقوبة ومنه ألفارط يقال فرط عليه أي عجل أو أن يطغى يجاوز الحد في الإساءة الينا قال لا تخافا إنني معكما أي حافظكما وناصركما اسمع أقوالكما وأرى أفعالكما قال ابن عباس رضي الله عنهما اسمع دعاءكما فاجيبه وأرى ما يراد بكما فامتنع لست بغافل عنكما فلا تهتما فأتياه أي فرعون فقولا إنا رسولا ربك إليك فأرسل معنا بني اسرائيل أي اطلقهم على الاستبعاد والاسترقاق ولا تعذبهم بتكليف المشاق قد جئناك بآية من ربك بحجة على صدق ما ادعيناه وهذه الجملة جارية من الجملة الاولى وهي أنا رسولا ربك مجرى البيان والتفسير والتفصيل لأن دعوى الرسالة لا تثبت إلا ببينتا وهي المجئ بالآي فقال فرعون وما هي فاخرج يده لها شعاع كشعاع الشمس والسلام على من اتبع الهدى أي سلم من العذاب من أسلم وليس بتحية وقيل وسلام الملائكة الذين هم خزنة الجنة على المهتدين إنا قد أوحى إلينا أن العذاب في الدنيا والعقبي على من كذب بالرسل وتولى أعرض عن الايمان وهي ارجي أي القرآن لأنه جعل جنس السلام للمؤمن وجنس العذاب على الكذب وليس وراء


الصفحة التالية
Icon