طه ٥٤ - ٤٩
الجنس شيء فانياه وأديا الرسالة وقالا له ما أمرا به قال فمن ربكما يا موسى خاطبهما ثم بادي احدهما لأن موسى هو الأصل في النبوة وهرون نابعه قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه حلقه أول مفعولي أعطي أي أعطى حليقته كل شيء يحتاجون إليه ويرتفقون به أو ثانيهما أي أعطي كل شيء صورته وشكله الذي يطابق المنفعة المنوطة به كما اعطي العين الهيئة التي تطابق الابصار والاذن الشكل الذي يوافق الاستماع وكذا الأنف والرجل واليد كل واحد منها مطابق للمنفعة المنوطة بها وقرأ نصير خلقه صفة للمضاف أو للمضاف إليه أي أعطي كل شيء مخلوق عطاء ثم هدى عرف فكيف يرتمق بما أعطى للمعيشة في الدنيا والسعادة في العقبى قال فما بال القرون الأولى فما حال الأمم الخالية والرمم البالية سأله عن حال من تقدم من القرون وعن شقاء من شقي منهم وسعادة من سعد قال موسى مجيبا علمها عند ربي مبتدأ وخبر في الكتاب أي اللوح خبر ثان أي هذا سؤال عن الغيب وقد استاثر الله به لا يعلمه إلا هو وما أنا إلا عبد مثلك لا أعلم منه إلا ما أخبرني به علام الغيوب وعلم أحوال الفروق مكتوب عند الله في اللوح المحفوظ لا يضل ربي أي لا يخطئ شيئا يقال صللت الشيء إذا أخطأته في مكانه فلم تهد له أي لا يخطئ في سعادة الناس وشقاوتهم ولا ينسى ثوابهم وعقابهم وقيل لا ينسى ما علم فيذكره الكتاب ولكن ليعلم الملائكة أن معمول الخلق يوافق معلومه الذي مرفوع صفة لربي أو خبر مبتدأ محذوف أو منصوب على المدح جعل لكم الأرض مهدا كوفي وغيرهم مهادا وهما لغتان لما يبسط ويفرش وسلك أي جعل لكم فيها سبلا طرفا وانزل من السماء ماء أي مطرا فاخرجنا به بالماء نقل الكلام من الغيبة إلى لفظ المتكلم المطاع للإفتنان وقيل ثم كلام موسى ثم اخبر الله تعالى عن نفسه بقوله فاخرجنا به وقيل هذا كلام موسى أي فاخرجنا نحن بالحراثة والغرس أزواجا أصنافا من نبات هو مصدر سمى به النبات فاستوى فيه الواحد والجمع شتى صفة للأزواج أو للنبات جمع شتيت كمريض ومرضى أي أنها مختلفة النفع واللون والرائحة والشكل بعضها للناس وبعضها للبهائم ومن نعمة الله تعالى أن أرزاقنا تحصل بعمل الانعام وقد جعل الله علفها مما يفضل عن حاجتنا مما لا يقدر على أكله قائلين كلوا وارعوا أنعامكم حال من الضمير في فأخرجنا والمعنى آخرجنا اصناف النبات آذنين في الانتفاع بها مبيحين أن تأكلوا بعضها وتعلموا بعضها