طه ٦٣ - ٦٠
لنكون أبعد عن الريبة وأبين لكشف الحق وليشيع في جميع اهل الوبر والمدر فتولى فرعون أدبر عن موسى معرضا فجمع كيده مكره وسحرته وكانوا اثنين وسبعين او اربعمائة أو سبعين ألفا ثم أبى للموعد قال لهم موسى أي للسحرة ويلكم لا تفتروا على الله كذبا لا تدعوا آياته ومعجزاته سحرا فيسحتكم كوفي غير أبي بكر يهلككم وبفتح الياء والحاء غيرهم والسحت والاسحاق بمعنى الإعدام وانتصب على جواب النهى بعذاب عظيم وقد خاب من افترى من كذب على الله فتنازعوا اختلفوا أي السحرة فقال بعضهم هو ساحر مثلنا وقال بعضهم ليس هذا بكلام السحرة أي لا يفتروا على الله كذبا بالآية أمرهم بينهم وأسروا النجوى أي تشاوروا في السر وقالوا ان كان ساحرا فسنغلبه وان كان من السماء فله أمر والنجوى يكون مصدرا واسم ثم لفقوا هذا الكلام يعني قالوا ان هذان لساحران يعني موسى وهرون قرأ أبو عمر ان هذين لساحران وهو ظاهر ولكنه مخالف للامام وابن كثير وحفص والخليل وهو أعرف بالنحو واللغة ان هذان لساحران بتخفيف أن مثل قولك ان زيد لمنطلق واللام هي الفارقة بين أن النافية والمخففة والثقيلة وقيل هي بمعنى ما واللام بمعنى إلا أي ما هذان الا ساحران دليله قراءة أبي أن هذان إلا ساحران وغيرهم إن هذان لساحران قيل هي لغة بلحارث بن كعب وخثعم ومراد وكنانة فالتثنية في لغتهم بالألف أبدا فلم يقلبوها ياء في الجر والنصب كعصا وسعدي قال... ان اباها وأبا أباها... قد بلغ في المجد غايتاها...
وقال الزجاج أن بمعنى نعم قال الشاعر... ويقلن شيب قد علا... ك وقد كبرت فقلت أنه...
أي نعم والهاء للوقف وهذان مبتدأ وساحران خبر مبتدأ محذوف واللام داخلة على المبتدأ المحذوف تقديره هذان لهما ساحران فيكون دخولها في موضعها الموضع لها وهو الابتداء وقد يدخل اللام في الخبر كما يدل في المبتدأ قال... خالي لانت ومن جرير خاله...
قال فعرضته على المبرد فرضيه وقد زيفه أبو علي يريدان ان يخرجاكم من أرضكم مصر بسحرهما ويذهبا بطريقتكم بدينكم وشريعتكم المثلى الفضلى وتأنيث الامثل وهو الأفضل


الصفحة التالية
Icon