طه ٦٩ - ٦٤
فاجمعوا فاحكموا أي جعلوه مجمعا عليه حتى لا تختلفوا فاجمعوا ابو عمرو ويعضده فجمع كيده كيدهم هو ما يكاد به ثم ائتوا صفا مصطفين حال أمر وابان يأتوا صفالانه أهيب في صدور الرائين وقد افلح اليوم من استعلى وقد فاز من غلب وهو اعتراض قالوا أي السحرة يا موسى أما ان تلقي عصاك أولا واما ان نكون أول من ألقى مامعنا وموضع ان مع ما بعده فيهما نصب بفعل مضمر او رفع بانه خبر مبتدأ محذوف معناه اختر أحد الأمرين أو الأمر القاؤك أو القاؤنا وهذا التخيير منهم استعمال ادب حسن معه وكأنه تعالى ألهمهم ذلك وقد وصلت اليهم بركته وعلم موسى اختيار القائهم اولا حتى قال بل ألقوا أنتم أولا ليبرزوا ما معهم من مكايد السحر ويظهر الله سلطانه ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه ويسلط المعجزة على السحرة فتمحقه فيصير آية نيرة للناظرين وعبرة بينة للمعتبرين فالقوا فإذا حبالهم وعصيهم يقال في إذا هذه إذا المفاجأة والتحقيق انها إذا الكائنة بمعنى الوقت الطالبة ناصبا لها وجملة تضاف اليها وخصت في بعض المواضع بأن يكون ناصبها فعلا مخصوصا وهو فعل المفاجأة والجملة ابتدائية لا غير والتقدير ففاجأ موسى وقت تخيل سعى حبالهم وعصيهم والمعنى على مفاجأته حبالهم وعصيهم مخيلة إليه السعى يخيل وبالتاء ابن ذكوان إليه إلى موسى من سحرهم انها تسعى رفع بدل اشمال من الضمر في يخيل أي يخيل الملقي روى أنهم لطخوها بالزئبق فلما ضربت عليها الشمس اضطربت واهتزت فخيلت ذلك فأوجس في نفسه خيفة موسى اضمر في نفسه خوفا ظنا منه أيها تقصده للجبلة البشرية أو خاف ان يخالج الناس شك فلا يتبعوه فلما لا نخف إنك أنت الأعلى الغالب القاهر وفي ذكر أن وأنت وحرف التعريف ولفظ العلو وهو الغلبة الظاهرة مبالغة بينه وألق ما في يمينك تلقف بسكون اللام وافاء وتخفيف القاف حفص ابن ذكوان الباقون تلقف ما صنعوا زورا وافتعلوا أي اطرح عصاك تبتلع عصيهم وحبالهم ولم يقل عصاك تعظيما لها أي لا تحتفل بما صنعوا فإن ما في يمينك أعظم منها أو تحقيرا أي لا تبال بكثرة حبالهم وعصيهم وألق العويد الفرد الذي في يمينك فإنه بقدرتنا يتلقفها على وحدته وكثرتها إنما صنعوا كيد ساحر كوفي غير عاصم سحر بمعنى ذي سحر