طه ٨٣ - ٧٨
استعاروا حليهم فركب فرعون في ستمائة ألف من القبط فقص أثرهم فذلك قوله فأتبعهم فرعون بجنوده وهو حال أي خرج خلفهم ومعه جنوده فغشهم من الم أصابهم من البحر ما غشيهم هو من جوامع الكلم التي تستقل مع قلتها بالمعاني الكثيرة أي غشيهم مالا يعلم كنهه إلا الله عز و جل وأضل فرعون قومه عن سبيل الرشاد وما هدى وما أرشدهم إلى الحق والسداد وهذا رد لقوله وما اهديكم إلا سبيل الرشاد ثم ذكر منته على بني إسرائيل بعدما أنجاهم من البحر وأهلك فرعون وقومه بقوله يا بني إسرائيل أي أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي وقلنا يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم أي فرعون وواعدناكم بايتاء الكتاب جانب الطور الأيمن وذلك أن الله عز و جل وعد موسى أن يأتي هذا لمكان ويختار سبعين رجلا يحضرون معه لنزول التوراة وإنما نسب اليهم المواعدة لأنها كانت لنبيهم ونقبائهم واليهم رجعت منافعها التي قام بها شرعهم ودينهم والأيمن نصب لأنه صفة جانب وقرئ بالجر على الجوار ونزلنا عليمك المن والسلوى في التيه وقلنا لكم كلوا من طيبات حلالات ما رزقناكم أنجيتكم وواعدتك ورزقتكم كوفي غير عاصم ولا تطغوا فيه ولا تتعدوا حدود الله فيه بأن تكفروا النعم وتنفقوها في المعاصي أولا يظلم بعضكم بعضا فيحل عليكم غضبي عقوبتي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى هلك أو سقط سقوطا لا نهوض قرا على فيحل ويحلل والباون بكسرهما فالمسكور في معنى الوجوب من حل الدين بحل إذ وجب اداؤ وجب أداؤه والمضموم في معنى النزول وإني لغفار لمن تاب عن الشرك وآمن وحد الله تعالى وصدقه فيما أنزل وعمل صالحا أدى الفرائض ثم اهتدى ثم استقام وثبت على الهدى وهو التوبة والايمان والعمل الصالح وما أعجلك أي وأي شيء بك عن قومك يا موسى أي عن السبعين الذين اختارهم وذلك أن مضى معهم إلى الطور على الموعد