طه ٨٧ - ٨٤
كلام ربه وأمرهم ان يتبعوه قال تعالى واما أعجلك أي أي شيء أوب عجلتك استفهام انكار وما مبتدأ وأعجلك الخبر قال هم أولاء على أثري أي هم خلفي يلحقون بي وليس بيني وبين وبينهم الا مسافة يسيرة ثم كر موجب العجلة فقال وعجلت إليك رب أي إلى الموعد الذي وعدت لترضى لتزداد عني رضا وهذا دليل على جواز الاجتهاد قال فانا قد فتنا قومك ألقيناهم في فتنة من بعدك من بعد خروجك من بينهم والمراد بالقوم الذين خلفهم مع هرون وأضلهم السامري بدعائه إياهم إلى عبادة العجل وإجاتهم له وهومنسوب إلى قبيلة من بني اسرائيل يقال لها السامرة وقيل كان علجا من كرمان فاتخذ عجلا واسمه موسى بن ظفر وكان منافقا فرجع موسى من مناجاة ربه إلى قومه غضبان أسفا شديد الغضب أو حزينا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا وعدهم الله أن يعطيهم التوراة التي فيها هدى ونور وكانت ألف سورة كل سورة ألف آية يحمل أسفارها سبعون جملا ولا وعد أحسن من ذلك أفطال عليكم العهد أي مدة مفارقتي إياكم والعهد والزمان يقال طال عهدي بك أي طال زماني بسبب مفارقتك أم أردتم أنيحل عليك غضب من ربكم أي أردتم أن تفعلوا فعلا يجب به عليكم الغضب من ربكم فأخلفتم موعدي وعدوه أن يقيموا على أمره وما تركهم عليه من الآيات فاخلفوا موعده باتخاذ العجل قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا فتح الميم مدني وعاصم وبضمها حمزة وعلى وبكسرها غيرهم أي ما أخلفنا موعدك بأن ملكنا امرنا أي لو ملكنا أمرنا وخلينا وأرينا لما أخلفنا موعدك ولكن غلبنا من جهة السامري وكيده ولكنا حملنا بالضم والتشديد حجازي وشامي وحفص وبفتح الحاء والميم مع التخفيف غيرهم أوزارا من زينة القوم اثقالا من حلي القبط أو أرادوا بالاوزار أنها آثام وتبعات لأنهم قد استعارها ليلة الخروج من مصر بعلة أن لنا غدا عيدا فقال السامري إنما حبس موسى لشؤم حرمتها لأنهم كانوا معهم في حكم المستأمنين في دار الحرب وليس للمستأمن أن يأخذ مال الحربي على أن الغنائم لم تكن تحل حينئذ فأحرقوها فخبأ في حفرة النار قالب عجل فانصاغت عجلا مجوفا فخار بدخول الريح في مجار منها أشباه العروق وقيل نفخ فيه ترابا من موضع قوائم فرس جبريل عليه السلام يوم