طه ١٠٥ - ٩٩
موسى وفرعون نقص عليك من انباء ما قد سبق من اخبار الامم الماضية تكثيرا لبيناتك وزيادة في معجزاتك وقد آتيناك أي اعطيناك من لدنا من عندنا ذكرا قرآنا فهو ذكر عظيم وقرآن كريم فيه النجاة لمن اقبل عليه وهو مشتمل على الاقاصيص والاخبار الحقيقة بالتفكر والاعتبار من اعرض عنه عن هذا الذكر وهو القرآن ولم يؤمن به فانه يحل يوم القيامة وزرا عقوبة ثقيلة سماها وزرا تشبيها في ثقلها على المعاقب وصعوبة احتمالها بالحمل الثقيل الذي ينقض ظهره ويلقى عليه بهره أو لانها جزاء الوزر وهو الاثم خالدين حال من الضمير في يحمل وانما جمع على المعنى ووحد في فانه حملا على لفظ من فيه في الوزر أي في جزاء الوزر وهو العذاب وساء لهم يوم القيامة حملا ساء في حكم بئس وفيه ضمير مبهم يفسره حملا وهو تمييز اللام في لهم للبيان كما في هيتك لك والمخصوص بالذم محذوف لدلالة الوزر السابق عليه تقديره ساء الحمل حملا وزرهم يوم ينفخ بدل من يوم القيامة تنفخ ابو عمرو في الصور القرن أو هو جمع صورة أي ننفخ الارواح فيها دليله قراءة قتادة الصور بفتح الواو جمع صورة ونحشر المجرمين يومئذ زرقا حال أي عميا كما قال ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وهذا لأن حدقة من يذهب نور بصره تزرق يتخافتون يتسارون بينهم أي يقول لبعضم سرا لهول ذلك اليوم ان لبثتم ما لبثتم في الدنيا الا عشرا أي عشر ليال يستقصرون مدة لبثهم في القبور او في الدنيا لما يعاينون من الشدائد التي تذكرهم ايام النعمة والسرور فيتأسفون عليها ويصفونها بالقصر لان ايام السرور قصار أو لانها ذهبت عنهم والذاهب وان طالت مدته قصير بالانتهاء ولا استطالتهم الآخرة لانها ابدا يستقصر اليها عمر الدنيا ويقال لبث اهلها فيها بالقياس الى لبثهم في الآخرة وقد رجح الله قول من يكون اشد تقالا منه بقوله نحن أعلم بما يقولون اذ يقول امثلهم طريقة اعد لهم قولا ان لبثتم الا يوما وهو كقوله قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسأل العادين ويسئلونك عن الجبال سألوا النبي صلى الله عليه و سلم ما يصنع بالجبال يوم القيامة وقيل لم يسأل وتقديره ان سألوك فقل ولذا قرن بالفاء بخلاف سائر السؤالات مثل قوله ويسئلونك عن المحيض قل هو اذى وقوله ويسئلونك عن اليتامي قل اصلاح لهم خير يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير يسئلونك عن الساعة ايان مرساها


الصفحة التالية
Icon