طه ١١١ - ١٠٥
قل أنما علمها عند ربي ويسئلونك عن الروح قل الروح ويسئلونك عن ذي القرنين قل سأتلو لانها سؤالات تقدمت فورد جوابها ولم يكن فيها معنى الشرط فلم يذكر الفاء ينسفها ربي نسفا أي يجعلها كالرمل ثم يرسل عليها الرياح فيفرقها كما يذري الطعام وقال الخليل يقلعها فبذرها فيذر مقارها او يجعل الضمير للارض للعلم بها كقوله ما ترك على ظهرها قاعا صفصفا مستوية ملساء لا ترى فيها عوجا انخفاضا ولا أمتا ارتفاعا والعوج بالكسر وإن كان في المعاني كما أن المفتوح في الأعيان والأرض عين ولكن لما استوت الأرض استواء لا يمكن أن يوجد فيها اعوجاج بوجه ما وان دقت الحيلة ولطفت جرب مجرى المعاني يومئذ أضاف اليوم إلى وقت نسف الجبال أي يوم اذ نسفت وجاز أن يكون بدلا بعد من يوم القيامة يتبعون الداعي إلى المحشر أي صوت الداعي وهو اسرافيل حي ينادي على صخرة بيت المقدس أيتها العظام البالية والجلود المتمزقة واللحوم المتفرقة هلمي إلى عرض الرحمن فيقبلون من كل أوب على صوبه لا يعدلون عنه لا عوج له أي لا يعوج له مدعو بل يستوون اليه من غير انحراف متبعين لصوته وخشعت وسكنت الاصوات للرحمن هيبة واجلالا فلا تسمع الا همسا صوتا خفيفا لتحريك الشفاه وقيل هو من همس الابل وهو صوت اخفافها اذا مشت أي لا تسمع الا خفق الأقدام ونقلها إلى المحشر يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من أذن له الرحمن محل من رفع على البدل من الشفاعة بتقدير حذف المضاف أي لا تنفع الشفاعة الا شفاعة من أذن له الرحمن أي أذن للشافع في الشفاعة ورضي له قولا أي رضي الله تعالى عنه قولا لاجله بأن يكون المشفوع له مسلما أو نصب على المدح لانه مفعول تنفع يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم أي يعلم تقدمهم من الاحوال وما يستقبلونه ولا يحيطون به علما أي بما أحاط به علم الله فيرجع الضمير إلى او يرجع الضمير إلى الله لأنه تعالى ليس بمحاط وعنت خضعت وذلت ومنه قيل للاسير عان الوجوه أي اصحابها للحي الذي لا يموت وكل حياة يتعقبها الموت فهي كأن لم تكن القيوم الدائم القائم عل كل نفس بما كسبت أو القائم بتدبير الخلق وقد خاب يئس من رحمة الله من حمل ظلما من حمل إلى موقف القيامة شركا لان الظلم وضع الشيء في غير موضعه ولا ظلم أشد من جعل