طه ١٢٩ - ١٢٣
عدو بالتحاسد فى الدنيا والاختلاف فى الدين قاما يأتيكم مني هدى كتاب وشريعا فمن اتبع هداى فلا يضل فى الدنيا ولا يشقى في العقبى قال ابن عباس رضى الله عنهما ضمن الله لمن اتبع القرأن الا يضل فى الدنيا ولا يشقى فى الآخرى يعنى ان الشقاء فى الآخرى هو عقاب من ضل فى الدنيا عن طريق الدين فمن اتبع كتاب الله وامتثل أوامره وانتهى عن نواهية نجا من الضلال ومن عقابه ومن أعرض عن ذكرى عن القرأن فان له معيشه ضكا ضيقا وهو مصدر يستوى فى الوصف به المذكر والمونث عن ابن جبير يسلبه القناعه حتى لا يشبع فمع الدين التسليم والقناعه والتوكل فتكون حياته طيبة ومع الاعراض الحرص والشح فعيشة ضنك وحاله مظلمة كما قال بعض المتصوفة لا يعرض أحدكم عن ذكر ربه إلا أظلم عليه وقته وتشوش عليه رزقه ونحشره يوم القيامة أعمى من الحجة عن ابن عباس أعمى البصر وهو كقوله ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وهو الوجه قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا في الدنيا قال كذلك أي مثل ذلك فعلت أنت ثم فسر فقال أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى أي أتتك آياتنا واضحة فلم تنظر إليها بعين المعتبر وتركتها وعميت عنها فكذلك اليو نتركك على عمالك ولا يزيل غطاءه عن عينيك وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخره أشد وأبقى لما توعد المعرض عن ذكره بعقوبتين المعيشة الضنك في الدنيا وحشره أعمى في العقبى ختم آيات الوعيد بقوله ولعذاب الآخرة أشد وأبقى أي للحشر على العمى الذي لا يزول أبدا أشد من ضيق العيش المقضي أفلم يهد لهم أي الله بدليل قراءة زيد عن يعقوب بالنون كما أهكلنا قبلهم من القرون يمشون حال من الضمير المجرور لهم في مساكنهم يريدان قريشا يمشون في مساكن عاد وثمود وقوم لوط ويعانون آثار هلاكهم ان في ذلك لآيات لأولي النهي لذوي العقول إذا تفكر واعلموا أن استئصالهم لكفرهم فلا يفعلون مثل ما فعلوا ولولا كلمة سبقت من ربك أي الحكم بتأخير العذاب عن أمة محمد صلى الله عليه و سلم لكان لزاما لازما للزرام مصدر لزم فوصف به وأجل مسمى القيامة وهو معطوف


الصفحة التالية
Icon