الأنبياء ١٢ - ٦
ترى أنه لا فرق بين قولك ارسل محمد وبين قولك ان محمد بالمعجزة فرد الله عليهم قولهم بقوله ما آمنت قبلهم من قرية من أهل قرية أهلكناها صفة لقرية عند مجئ الآيات المقترحة لأنهم طلبوها نعتا أفهم يؤمنون أي أولئك لم يؤمنوا بالآيات لما أتتهم أيؤمن هؤال المقترحون مع انهم اعتى منهم والمعنى أن اهل القرى اقترحوا على انبيائهم الآيات وعاهدوا أنهم يؤمنون عندها فلما جاءتهم نكثوا وخالفوا فاهلكم الله فلوا اعطيناه هؤلاء ما يقترحون لنكثوا ايضا وما ارسلنا قبلك الا رجالا هذا جواب قولهم هل هذا الا بشر مثلكم يوحى اليهم نوحي حفص فاسئلوا أهل الذكر العلماء بالكتابين فإنهم يعرفون أن الرسل الموحى إليهم كانوا بشرا ولم يكونوا ملائكة وكان أهل مكة يعتمدون على قولهم إن كنتم لا تعلمون ذلك ثم بين كمن تقدمه من الأنبياء بقوله وما جعلناهم جسدا وحد الجسد لإرادة الجنس لايأكلون الطعام صفة لجسد يعني وما جعلنا الأنبياء قبله ذوي جسد غير طامعين وما كانوا خالدين كأنهم قالوا هلا كان ملكا لا يطعم ويخلد إما معتقدين أن الملائكة لا يموتون أو مسمين بقاءهم الممتد وحياتهم المتطاولة خلودا ثم صدقناهم الوعد بأبحاثهم والأصل في الوعد مثل واختار موسى قومه اي من قومه فأنجيناهم مما حل بقومهم ومن نشاء هم المؤمنون وأهلكنا المسرفين المجاوزين الحد بالكفر ودل الاحبار بإهلاك المسرفين على ان من يشاء غيرهم لقد انزلنا إليكم يا معشر قريش كتابا فيه ذكركم صفة لكتابا أفلا تعقلون ما فضلتكم به على غيركم فتؤمنوا وكم نصب بقوله قصمنا أي أهلكنا نم قرية أي أهلها بدليل قوله كانت ظالمة كافره وهي واردة عن غضب شديد وسخط عظيم لأن القصم افظع الكسر وهو الكسر الذي يبين تلاؤم الاجزاء بخلاف المفصم فإنه كسر بلا ابانة وانشأنا خلقنا بعدها قوما ءاخرين فسكنوا مساكنهم فلما أحسوا أي المهلكون بأسنا عذابنا أي علموا علم حسن ومشاهدة إذا هم منها من القرية وإذا للمفاجأة وهم مبتدأ والخبر يركضون يهربون مسرعين والركض ضرب الدابة بالرجل فيجوز أن يركبوا دوابهم يركضونها هاربين من قريتهم لما ادركتهم مقدمة العذاب