الأنبياء ٢٩ - ٢٣
لاستقبح ذلك وعد سفها فمن هو مالك الملوك ورب الأرباب وفعله صواب كله أولى بأن لا يعترض عليه وهم يسئلون لأنهم مملوكون خطاءون فميا أخلقهم بأن يقال لهم لم فعلتم في كل شيء فعلوه وقيل هم يسألون يرجع إلى المسيح والملائكة أي هم مسئولون فكيف يكونون آلهة والألوهية تنافي الجنسية والمسئولية أم اتخذوا من دونه آلهة الاعادة لزيادة الافادة فالأول للانكار من حيث العقل والاثني من حيث النقل أي وصفتم الله تعالى بأن يكون له شريك فقيل لمحمد قل هاتوا برهانكم حجتكم على ذلك وذا عقلي وهو يأباه كما مر أو نقلى وهو الوحي وهو أيضا يأباه فانكم لا تجدون كتابا من الكتب السماوية إلا وفيه توحيده وتنزيهه عن الانذار هذا أي القرآن ذكر من معي يعني أمته وذكر من قبلي يعني أمم الانبياء من قبلي وهو وراد في توحيد الله ونفي الشركاء عنه معي حفص فلمالم يمتنعوا عن كفرهم أضرب عنهم فقال بل أكثرهم لا يعلمون الحق أي القرآن وهو نصب بيعلمون وقرئ الحق أي هو الحق فهم أجل ذلك معرضون عن النظر فيما يجب عليهم وما أرسلنا من قبلك من رسول الا يوحى اليه الا نوحي كوفي غير أبي بكر وحماد أنه لا إله إلا أنا فاعبدون وحدوني فهذه الآية مقررة لما سبقها من آي التوحيد وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه نزلت في خزاعة حيث قالوا الملائكة بنات الله فنزه ذاته عن ذلك ثم أخبر عنهم بأنهم عباد بقوله بل عباد مكرمون أي بل هم عباد مكرمون مشرفون مقربون وليسوا بأولاد إذ ا لعبودية تنافي الولادة لا يسبقونه بالقول أي بقولهم فأنيبت اللام مناب الاضافة والمعنى أنهم يتبعون قوله فلا يسبق قولهم قوله ولا يتقدمون قوله بقولهم وهم بأمره يعملون أي كما ان قولهم تابع لقوله فعملهم أيضا مبني على أمره لا يعملون عملا لم يؤمروا به يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم أي ما قدموا وأخروا من أعمالهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى أي من رضي الله تعالى عنه الله عنه وقال لا إله إلا الله وهم من خشيته مشفقون خائفون ومن يقل منهم من الملائكة إني إله من دونه من دون الله اني مدني وأبو عمرو فذلك مبتدأ أي فذلك القائل خيره نجزيه جهنم وهو جواب الشرط كذلك


الصفحة التالية
Icon