الأنبياء ٣٣ - ٢٩
نجزي الظالمين الكافرين الذين وضعوا الالهية في غير موضعها وهذا على سبيل الفرض والتمثيل لتحقق عصمتهم وقال ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة والضحاك قد تحقق الوعيد في إبليس فان ادعى الالهية لنفسه ودعا على طاعة نفسه وعبادته أولم ير الذين كفروا ألم ير مكي أن السموات والأرض كانتا أي جماعة السموات وجماعة الأرض فلذا لم يقل كن رتقا بمعنى المفعول أي كانتا مرتوقتين وهو مصدر فلذا صلح أن يقع موقع مرتوقتين ففتقناهما فشققناهما والفتق الفصل بين الشيئين والرتق ضد الفتق فإن قيل متى رأوهما رتقا حتى جاء تقريرهم بذلك قلنا أنه وارد في القرآن الذي هو معجزة فقام مقام المرئي المشاهد ولأن الرؤية بمعنى العلم وتلاصق الأرض والسماء وتباينهما جائزان في العقل فالاختصاص بالتباين دون التلاصق لا بد له من مخصص وهو ا لقديم وقيل كانت السموات مرتتقة طبقة واحدة ففتقها الله تعالى وجعلها سبع سموات وكذلك الارض كانت مرتتقة طبقة واحد ففتقها وجعلها سبع أرضين وقيل كانت السماء رتقا لا تمطر والأرض رتبا لا تنبت ففتق السماء بالمطر والأرض بالنبات وجعلنا من الماء كل شيء حي أي خلقنا من الماء كل حيوان كقوله والله خلق كل دابة من ماء أو كأنما خلقناه من الماء لفرط احتياجه إليه وحبه له وقلة صبر عنه كقوله خلق السموات من عجل أفلا يؤمنون يصدقون بما يشاهدون وجعلنا في الارض رواسي جبالا ثوابت من رسا إذا ثبت أن تميد بهم لئلا تضطرب بهم فحذف لا واللام وإنما جاز حذف لا لعدم الالتباس كما تزاد لذلك في لئلا يعلم أهل الكتاب وجعلنا فيها فجاجا أي طرقا واسعة جمع فج وهو الطريق الواسع ونصب على الحال من سبلا متقدمة فإن قلت أي فرق بين قوله تعالى لتسلكوا منها سبلا فجاجا وبين هذه قلت الاول للاعلام بأنه جعل فيها طرقا واسعة والثاني لبيان أنه حين خلقها خلقها على تلك الصفة فهو بيان لما أبهم ثم لعلهم يهتدون ليهتدوا بها إلى البلاد المقصدوة وجعلنا السماء سقفا محفوظا في موضعه عن السقوط كما قال ويمسك السماء أن تقع على الأرض بإذنه أو محفوظا بالهشب عن الشياطين كام قال وحفظناها من كل شيطان رجيم وهم أي الكفار عن آياتها عن الادلة التي فها كالشمس والقمر والنجوم معرضون غير متفكرين فيها فيؤمنون وهو الذي خلق الليل لتسكنوا فيه والنهار لتتصرفوا