الأنبياء ٣٧ - ٣٣
فيه والشمس لتكون سراج النهار والقمر ليكون سراج الليل كل التنوين فيه عوض عن المضاف إليه أي كلهم والضمير للشمس والقمر المراد بهما جنس الطوالع وجمع جمع العقلاء للوصف بفعلهم وهو السباحة في فلك عن ابن عباس رضي الله عنهما الفلك السماء والجمور على أن الفلك موج مكفوف تحت السماء تجري فيه الشمس والقمر والنجوم وكل مبتدأ خبره يسبحون يسيرون أي يدورون والجملة في محل النصب على الحال من الشمس والقمر وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد البقاء الدائم أفان مت بكسر الميم مدني وكوفي غير أبي بكر فهم الخالدون والفاء الأول لعطف جملة على جملة والثاني لجزاء الشرط كانوا يقدرون أنه سيموت فنفى الله عنه الشماته بهذا أي قضى الله أن لا يخلد في الدنيا بشرا فإن مت أنت أيبقى هؤلاء كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم ونختبركم سمي ابتلاء وان كان عالما بما سيكون من أعمال العاملين قبل وجودهم لأنه في صورة الاختبار بالشر بالفقر والضر والخير الغنى والنفع فتنة مصدر مؤكد لنبلوكم من غير لفظه وإلينا ترجعون فنجازيكم على حسب ما يوجد منكم من الصبر والشكر وعن ابن ذكوان ترجعون وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك ما يتخذونك إلا هزوا مفعول ثان ليتخذونك نزلت في أبي جهل مربه النبي صلى الله عليه و سلم فضحك وقال هذا نبي بني عبد مناف أهذا الذي يذكر يعيب ألهتكم والذكر يكون بخير وبخلافه فان كان الذاكر صديقا فهو ثناء وان كان عدوا فذم وهم بذكر الرحمن أي بذكر الله وما يجب أن يذكر به من الوحدانية هم كافرون لا يصدقون به أصلافهم أحق أن يتخذوا هزوا منك فانك محق وهم مبطلون وقيل بذكر الرحمن أي بما أنزل عليك من القرآن هم كافرون جاحدون والجملة في موضع الحال أي يتخذونك هزوا وهم على حال هي أصل الهزء والسخرية وهي الكفر بالله تعالى وكررهم للتأكيد أو لأن الصلة حالت بينه وبين الخبرا فأعيد المبتدأ خلق الانسان من عجل فسر بالجنس وقيل نزلت حين كان النضر بن الحرث يستعجل بالعذاب والعجل العجلة مصدران وهو تقديم الشيء على وقته والظاهر أن المراد الجنس وانه ركب فيه العجلة فكانه خلق من العجل ولأنه يكثر منه والعرب تقول لمن يكثر منه الكرم خلق من الكرم فقدم أولا ذم الانسان على افراط العجلة وانه مطبوع عليها ثم منعه وزجره كانه قال ليس منه أن


الصفحة التالية
Icon