الأنبياء ٤٣ - ٣٧
يستعجل فانه مجبول على ذلك هو طبعه وسجيته فقد ركب فيه وقيل العجل الطين بلغة حمير قال شاعرهم والنخل ينبت بين الماء والعجل وانما منع عن الاستعجال وهو مطبوع عليه كما أمره بقمع الشهوة وقد ركبها فيه لأنه أعطاه القوة التي يستطيع بها قمع الشهوة وترك العجلة ومن عجل حال أي عجلا سأريكم آياتي نقماتي فلا تستعجلون بالاتيان بها وهو بالياء عند يعقوب وافقه سهل وعياش في الوصل ويقولون متى هذا الوعد إتيان العذاب أو القيامة أن كنتم صادقين قيل هو أحد وجهي استعجالهم لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم بالنار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون جواب لو محذوف وحين مفعول به ليعلم أي لو يعلمون الوقت الذي يستعجلونه بقولهم متى هذا الوعد وهو وقت تحيطبهم فيه النار من وراء وقدام فلا يقدرون على دفعها ومنعها من أنفسهم ولا يجدون ناصرا ينصرهم لما كانوا بتلك الصفة من الكفر والاستهزاء والاستعجال ولكن جهلهم به هو ا لذي هونه عندهم بل تأتيهم الساعة بغته فجأة فتبهتهم فتحيرهم أي لا يكفونها بل تفجأهم فتغليهم فلا يستطيعون ردها فلا يقدرون على دفعها ولا هم ينظرون يمهلون ولقد استهتزئ برسل من قبلك فحاق فحاق ونزل بالذين سخروا منهم جزاء ما كانوا به يستهزءون سلي رسول الله صلى الله عليه و سلم عن استهزائهم به بان له في الأنبياء أسوة وان ما يفعلونه به يحيق بهم كما حاق بالمستهزئين بالأنبياء ما فعلوا قل من يكلؤكم يحفظكم بالليل والنهار من الرحمن أي من عذابه أن أتاكم ليلا أو نهارا بل هم عن ذكر ربهم معرضون أي بل هم معرضون عن ذكره ولا يخطرونه ببالهم فضلا أن يخافوا بأسه حتى اذا رزقوا الكلاءة منه عرفوا من الكلي وصلحوا للسؤال عنه والمعنى انه أمر رسوله بسؤالهم عن الكالئ ثم بين انهم لا يصلحون لذلك لاعراضهم عن ذكر من يكلؤهم ثم اضرب عن ذلك بقوله أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لما في أم من معنى بل فقال ألهم آلهة تمنعهم من العذاب تتجاوز منعنا وحفظنا ثم استأنف بقوله لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون فبين ما ليس بقادر على نصر نفسه ومنعها ولا بمصحوب من الله بالنصر والتأييد كيف يمنع غيره


الصفحة التالية
Icon