الأنبياء ٥٥ - ٤٧
صفة لحية أتينا بها احضرناها وأنث ضمير المثقال لاضافته إلى الحبة كقولهم ذهبت بعض اصابعه وكفى بنا حاسبين عالمين حافظين عن ابن عباس رضي الله عنهما لأن من حفظ شيئا حسبه وعلمه ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان وضاء وذكرا قيل هذه الثلاثة هي التوراة فهي فرقان بين الحق والباطل وضياء يستضاء به ويتوصل به الى السبيل النجاة وذكر أي شرف أو وعظ وتنبيه أو ذكر ما يحتاج الناس اليه في مصالح دينهم ودخلت الواو على الصفات كما في قوله ويدا وحصورا ونبيا وتقول مررت بزيد الكريم والعالم والصالح ولم اانتفع بذلك المتقون خصهم بقوله للمتقين ومحل الذين جر على الوصفية أو نصب على المدح أو رفع عليه يخشون ربهم يخافون بالغيب حال أي يخافونه في الخلاء وهم من الساعة القيامة وأهو الها مشفقون خائفون وهذا القرآن ذكر مبارك كثير الخير غزير النفع أنزلناه على محمد أفأنتم له منكرون استفهام توبيخ أي جادون أنه منزل من عند الله ولقد آتينا ابراهيم رشده هداه من قبل من قبل موسى وهرون أو من قبل محمد عليه السلام وكنا به ابراهيم أو برشده عالمين أي علمنا أنه اهل لما آتيناه اذ اما ان تتعلق بآتينا أو برشده قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل أي الاصنام المصورة على صورة السباع والطيور والانسن وفيه تجاهل لهم ليحقوا آلهتهم مع علمه بتعظيمهم لها التي أنتم لها عاكفون أي لأجل عبادتها مقيمون فلما عجزوا عن الاتيان بالدليل على ذلك قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين فقلدنا هم قال ابراهيم لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين أراد أن المقلدين والمقلدين منخرطون في سلك ضلال ظاهر لا يخفى على عامل وأكد بأنتم ليصح العطف لأن العط فعلى ضميره وفي حكم بعض الفعل ممتنع قالوا أجئتنا بالحق بالجد أم أنت من اللاعبين أي أجاد أنت فيما تقول أم لا عب استعظاما منهم انكاره عليهم واستبعادا لأن يكون ما هم عليه ضلالا فثم أضرب عنهم مخبرا بانه جاد فيما قال غير لاعب مثتبا لربوبية


الصفحة التالية
Icon