الأنبياء ٦٣ - ٥٦
الملك العلام وحدوث الاصنام بقوله قال بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهن أي التماثيل فأنى يعبد المخلوق ويترك الخالق وأنا على ذلكم المذكور من التوحيد شاهد من الشاهدين وتالله أصله والله في التاء معنى التعجب من تسهيل الكيد على يده مع صعوبته وتعذره لقوة سلطة نمرود لأكيدن أصنامكم لأكسرنها بعد أن تولوا مدبرين بعد ذهابكم عنها إلى عيدكم قال ذلك سرا من قومه فسمعه رجل واحد فعرض بقوله اني سقيم أي سأسقم ليتخلف فرجع إلى بيت الأصنام فجعلم جذاذا قطعا من الجذو هو القطع جمع جذاذة كزجاجة وزرجاج جذاذا بالكسر على جمع جذيذ أي مجذوذ كخفيف وخاف إلا كبيرا لهم للاصنام أو للكفار أي فكسرها كلها بفأس في يده إلا كبيرا فعلق الفأس في عنقه لعلهم إليه إلى الكبير يرجعون فيسألونه عن كاسرها فيتبين لهم عجزه أو إلى إبراهيم ليحتج عليهم أو إلى الله لما رأوا عجز ألهتهم قالوا أي الكفار حين رجعا من عيدهم ورأوا ذلك من فعل ها بآلهتنا إنه لمن الظالمين أي أن من فعل هذا الكسر لشديد الظلم لجراءته على الآلهة الحقيقية عندهم بالتوقير والتعظيم قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم ي الجملتان صفتان لفتى الا ان الاول وهو يذكرهم أي يعيبهم لا بد منه للسمع لأنك لا تقول سمعت زيدا وتسكت حتى تذكر شيئا مما سيمع بخلاف الاثاني وارتفاع ابراهيم بأنه فاعل يقال فالمراد الاسم لا المسمى أي الذي يقال له هذا الاسم قالوا أي نمرود واشراف قومه فأتوا به احضروا ابراهيم على أعين الناس في محل الحال بمعنى معاينا مشاهدا أي بمرأى منهم ومنظر لعلهم يشهدون عليه بما سمع منه أو بما فعله كانهم كرهوا عقابه بلا بينة أو يحضرون عقوبتنا فلا احضروه قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم قال ابراهيم بل فعله عن الكسائي انه يقف عليه أي فعله من فعله وفيه حذف الفاعل وانه لا يجوز وجاز ان يكون الفاعل مسندا إلى الفتى المذكور في قوله سمعنا فتى يذكرهم والي ابراهيم في قوله يا ابراهيم ثم قال كبيرهم هذا وهو مبتدأ وخبر والأكثر أنه لا وقف والفاعل كبيرم وهذا وصف أو بدل ونسب الفعل إلى كبيرهم وقصده تقريره لنفسه واثباته لها على أسلونب تعريضي تبكيتا لهم وإلزاما للحجة