الأنبياء ٦٨ - ٦٣
عليهم لأنهم إذا نظروا والنظر الصحيح علموا عجز كبيرهم وأنه لا يصلح الها وهذا كما لو قال لك صاحبك وقد كتبت كتابا بخط شيق أنيق أأنت كتبت هذا وصاحبك أمى فقلت له بل كتبته أنت كان قصدك بهذا الجواب تقريره لك مع الاستهزاء به لا نفيه عنك واثباته للامي لان اثباته للعاجز منكما والامر كائن بينكما استهزاء به واثبات للقادر ويمكن أن يقال غاظته تلك الاصنام حين ابصرها مصطفة وكان غيظ كبيرها أشد لما رأى من زيادة تعظيمهم له فاستند الفعل كما يسند الى مباشرة يسند إلى الحامل عليه ويجوز أن يكن حكاية لما يقود إلى تجويزه مذهبم كانه قال لهم ما تنكرون أن يفعله كبيرهم فان من حق من بعيد ويدعى إلها أن يقدر على هذا ويحكى أنه قال غضب ان تعبد هذه الصغار مه وهو أكبر منها فكسرهن أو هو متعلق بشرط لا يكون وهو نطق الاصنام فيكون نفيا للمخبر عنه أي بل فعله كبيرهم ان كانوا ينطقون وقوله فاسئلوهم اعتراض وقيل عرض بالكبير لنفسه انما اضاف نفسه اليهم لاشتراكهم في الحضور فاسئلوهم عن حالهم ان كانوا ينطقون وانتم تعلمون عجزهم عنه فرجعوا إلى أنفسهم فرجعوا إلى عقولهم وتفكروا بقلوبهم لما أخذ بمخالفتهم فقالوا انكم انتم الظالمون على الحقيقة بعبادة ما ينطق لا من ظلمتموه حين قلتم من فعل هذا بآلهتنا انه لمن الظالمين فان من لا يدفع عن رأسه الفاس كيف يدفع عن عابديه البأس ثم نكسوا على رءوسهم قال أهل التفسير اجرى الله تعالى الحق على لسانهم في القول الأول ثم ادركتهم الشقاوة أي ردوا إلى الكفر بعد ان أقروا على انفسهم بالظلم يقال نكسته قلبته فجعلت أسفله أعلاه أي استقاموا حين رجعوا إلى أنفسهم وجاءوا بالفكرة الصالحة ثم انقلبوا عن تلك الحالة فأخذا في المجادلة بالباطل والمكابرة وقالوا لقد علمت ما هؤلاء ينطقون فكيف تأمرنا بسؤالها والجملة سدت مسد مفعولي علمت والمعنى لقد علمت عجزعم عن النطق فكيف نسألهم قال محتجا عليهم أفتعبدنون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا هو في موضع المصدر أي نفعا ولا يضركم أن لم تعبدوه أف لم ولما تعبدون من دون الله أف صوت إذا صوت به علم أن صاحبه متضجر ضجر مما رأى من ثباتهم على عبادتها بعد انقطاع عذرهم وبعد وضوح الحق فتأفف بهم واللام لبيان المتافف به أي لكم ولآلهتكم هذا التأفف أف مدني وحفص أف مكي وشامي أف غيرهم أفلا تعقلون ان من هذا وصفه لا يجوز أن يكون الها فلما لزمتهم الحجة وعجزوا عن الجواب قالوا حرقوه بالنار لأنها اهول ما يعاقب به وافظع وانصروا آلهتكم بالانتقام منه ان كنتم فاعلين أي أن كنتم ناصرين آلهتكم نصرا مؤزرا فاختاروا له اهول


الصفحة التالية
Icon