الأنبياء ٧٤ - ٦٩
المعاقبات وهو الاحراق بالنار والا فرطتم في نصرتها والذي أشار باحراقه نمرود أو رجل من أكراد فارس وقيل أنهم حين هموا باحراقه حبسوه ثم بنوا بيتا بكوثى وجمعوا شهرا اصناف الخشب ثم اشتعلوا نارا عظيمة كادت الطير تحترق في الجو من وهجها ثم وضعوه في المنجنيق مقيدا مغلولا فرموا به فيها وهو يقول حسبي الله ونعم الوكيل وقال لله جبريل هل لك حاجة فقال أما اليك فلا قال فسل ربك قال حسبي من سؤالي علمه بحالي وما احرقت النار الا وثاقه وعن ابن عباس انما نجا بقوله حسبي الله ونعم الوكل قلنا يا نار كوني بردا وسلاما أي ذات برد وسلام فبولغ في ذلك كان ذاتها بردا ولام على ابراهيم أراد بردى فيسلم منك ابراهيم وعن ابن عباس رضي الله عنهما لو لم يقل ذلك لأهلكته ببردها والمعنى أن الله تعالى نزع عنها طبعها الذي طبعها عليها من الحر والاحراق وأبقاها على الاضاءة والاشراق كما كانت هو على كل شيء قدير وأردوا به كيدا احراقا فجعلناهم الاخسرين فارسل على نمرود وقومه البعوض فاكلت لحومهم وشربت دماءهم ودخلت بعوضة في دماغ نمرود فاهلكته ونجيناه أي ابراهيم ولوطا ابن اخيه هارن من العراق إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين أي أرض الشام بركتها أن أكثر الانبياء منها فانتشرت في العالمين آثارهم الدينية وهي أرض خصب يطيب فيها عيش الغني والفقير وقيل ما من ماء عذب في الأرض الا وينبع أصله من صخرة بيت المقدس روى انه نزل بفلسطين ولوطا بالمؤتفكه بينهما مسيرة يوم وليلة وقال عليه السلام اناه ستكون هجرة بعد هجرة فخيار الناس لي منهاجر ابراهيم ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة قيل هو مصدر كالعافية من غير لفظ الفعل السابق أي وهبنا له هبة وقيل هي ولد الولد وقد سأل ولدا فاعطيه واعطى يعقوب نافلة أي زيادة وفضلا من غير سؤال وهي حال من يعقوب وكلا أي ابراهيم واسحق ويعقوب وهو المفعول الأول لقوله جعلنا والثاني صالحين في الدين والنبوة وجعلناهم ائمة يقتدى بهم في الدين يهدون الناس بامرنا بوحينا وأوحينا اليهم فعل الخيرات وهي جميع الاعمال الصالحة وأصله ان تفعل الخيرات ثم فعلا الخيرات ثم فعل الخيرات وكذا قوله واقام الصلوة وايتاء الزكاة والأصل واقامة الصلاة الا ان المضاف اليه جعل بدلا من الهاء وكانوا لنا عابدين لا للأصنام فانتم يا معشر العرب أولاد ابراهيم فاتبعوه في ذلك ولوطا انتصب بفعل يفسره ءاتينه حكما حكمة وهي ما يجب فعله من العمل