الأنبياء ٨٤ - ٧٩
وعلما معرفة بموجب الحكم وسخرنا وذللنا مع دادو الجبال يسبحن وهو حال بمعنى مسبحات أو استئناف كان قائلا قال كيف سخرهن فقال يسبحن والطير معطوف على الجبال أو مفعول معه وقدمت الجبال على الطير لأن تسخيرها وتسبيحها أعجب واغرب وادخل في الاعجاز لأنها جماد روى أنه ان يمر بالجبال مسبحا وهي تجاوبه وقيل كانت تسير معه حيث سار وكنا فاعلين بالأنبياء مثل ذلك وإن كان عجبا عندكم وعلمناه صنعة لبوس لكم أي عمل اللبوس والدروع واللبوس اللباس والمراد الدرع لتحصنكم شامي وحفص أي الصنعة وبالنون أبو بكر وحماد أي الله عز و جل وبالياء غيرهم أي اللبوس أو الله عز و جل من بأسكم من حرب عدوكم فهل أنتم شاكرون استفهام بمعنى الأمر أي فاشكروا الله على ذلك ولسليمان الريح أي وسخرنا له الريح عاصفة حال أي شديدة الهبوب ووصفت في موضع آخر بالرخاء لأنها تجري باحتياره فكانت في وقت رخاء وفي وقت عاصة لهبوبها على حكم إرادته تجري بامره بامر سليمان إلى الأرض التي باركنا فيها بكثرة الأنهار والأشجار والثمار والمراد الشام وكان منزله بها وتحمله الريح من نواحي الأرض اليها وكنا بكل شيء عالمين وقد أحاط علمنا بكل شيء فتجري الأشياء كلهاعلى ما يقتضيه علمنا ومن الشياطين أي وسخرنا منهم من يغوصون له في البحار بامره لاستخراج الدر وما يكون فيها ويعملون عملا دون ذلك أي دون الغوص وهو بناء المحاريب والتماثيل والقصور والقدور والجفان وكنالهم حافظين أي يزبغوا عن أمره أو يبدلوا أو يوجد منهم عناد فيما هم مسخرون فيه وأيوب أي واذكر أيوب إذ نادى ربه أني أي دعا بأني مسني الضر الضر بالفتح الضرر في كل شيء وبالضم الضرر في النفس من مرض أو هزال وأنت أرحم الراحمين الطف في السؤال حيث ذكر نفسه بما يوجب الرحمةن وذكر ربه بغاية الرحمة ولم يصرح بالمطلوب فكانه قال أنت أهل ان ترحم وأيوب أهل أن يرحم فارحمه واكشف عنه الضيم الذي مسه عن أنس رضي الله عنه أخبر عن ضعفه حين لم يقدر على النهوض إلى الصلاة ولم يشتك وكيف يشكون من قيل له انا وجدناه صابرا نعم العبد وقيل إنما شكا إليه تلذذا بالنجوة لا نمه تضررا بالشكوى والشكاية إليه غاية القرب كما أن الشكاية منه غاية البعد فاستجبنا له أجبنا دعاءه فكشفنا ما به من ضر فكشفنا ضره نعاما عليه وآتيناه


الصفحة التالية
Icon