الأنبياء ٨٨ - ٨٤
أهله ومثلهم معهم روى أن أيوب عليه السلام كان روميا من ولد اسحق بن ابراهيم عليه السلام وله سبعة بنين وسبع بنات وثلاثة آلاف بعير وسبعة آلاف شاة وخمسمائة فدان يتبعها خمسمائة عبد لكل عبد امرأه وولد ونخيل فابتلاه الله تعالى بذهاب ولده وماله وبمرض في بدنه ثماني عشرة سنة أو ثلاث عشرة سنة أو ثلاث سنين قالت له امرأته يوما لو دعوت الله عز و جل فقال كما كانت مدة الرخاء فقالت ثمانين سنة فقال أنا أستحي من الله أن ادعوه وما بلغت مدة بلائي مدة رخائي فلما كشف الله عنه احيا ولده بأعيانهم ورزقه مثلهم معهم رحمة من عندنا هو مفعول له وذكرى للعابدين يعني رحمة لأيوب وتذكرة لغيره من العبادين ليصبروا كصبره فيثابوا به واسمعيل بن ابراهيم وادريس بن شيث بن آدم وذا الكفل أي اذكرهم وهو إلياس أو زكريا أو يوشع بن نون وسمي به لأنه ذو الحظ من الله والكفل الحظ كل من الصابرين أي هؤلاء المذكورون كلهم موصوفون بالصبر وادخلناهم في رحمتنا نبوتنا أو النعمة في الآخرة انهم من الصالحين أي ممن لا يشوب صالاحهم كدر الفساد وذا النون أي اذكر صاحب الحوت والنون الحوت فأضيف اليه اذ ذهب مغاضبا حال أي مراغما لقومه ومعن مغاضبته لقومه أن أغضبهم بمفارقته لخوفهم حلول العقاب عليهم عندها روى أنه برم بقومه لطول ما ذكرهم فلم يتعظوا وأقاموا على كفرهم فراغمهم وظن أن ذلك يسوغ حيث لم يفعله الا غضبا لله وبغضا للكفر وأهله وكان عليه ان يصابروا وينتظر الاذن من الله تعالى في المهاجرة عنهم فابتلى ببطن الحوت فظن أن لن نقدر نضيق عليه وعنى ابن ابن عباس رضي الله عنهما أنه دخل يوما على معاوية فقال لقد ضربتنس أمواج القرآن البارحة فغرقت فيها فلم أجد لنفسي خلاصا الا بك قال وما هي يا معاوية فقرأ الآية فقال او يظن نبي الله أن لا يقدر عليه قال هذا من القدر لا من القدرة فنادى في الظلمات أي في الظلمة الشديدة المتكائفة في بطن الحوت كقوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات أو ظلمة الليل والبحر بطن الحوت أن أي بأنه لا إله إلا أنت أو بمعنى أي سبحانك اني كنت من الظالمين لنفسي في خروجي من قومي قبل ان تأذن لي في الحديث ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء الا استجيب له وعن الحسن ما نجاه ا لله الا باقراره على نفسه بالظلم فاستجبنا له ونجيناه من الغم غم الزلة والوحشة والوحدة وكذلك ننجي المؤمنين اذا دعونا واستغاثوا بنا نجى شامي وابو بكر بادغام


الصفحة التالية
Icon