الأنبياء ٩٣ - ٨٩
النون في الجيم عند البعض لأن النون لا تدغم في الجيم وقيل تقديره النجاء للمؤمنين فسكن الياء تخفيفا واسند الفعل إلى المصدر ونصب المؤمنين بالنجاء لكن فيه إقامة المصدر مقام الفاعل مع وجود المفعول وهذا لا يحوز وفيه تسكين الياء وبابه الضرورات وقيل أصله ننجي من التنجية فحذفت النون الثانية لاجتماع النونين كما حذفت احدى التاءين في تنزل الملائكة وزكريا اذ نادى ربه رب لا تذرني فردا سأل ربه أن يرزقه ولدا يرثه ولا يدعه وحيدا بلا وارث ثم رد أمره إلى الله مستسلما فقال وانت خير الوراثين أي فان لم ترزقني من يرثني فلا أبالي فانك خير وارث أي باق فاستجبنا له ووهبنا له يحيى ولدا واصلحنا له زوجه جعلناها صالحة للولادة بعد العقار أي بعد عقرها أو حسنة وكانت سيئة الخلق أنهم أي الأنبياء المذكورين كانوا يسارعون في الخيرات أي أنهم انما استحقوا الاجابة إلى طلباتهم لمبادرتهم أبواب الخير ومسارعتهم في تحصيلها ويدعوننا رغبا ورهبا أي طمعا وخوفا كقوله يحذر الآخرة ويرجو لنا رحمة ربه وهما مصدران في موضع الحال أو المفعول له أي للرغبة فينا والرهبة منا وكانوا لنا خاشعين متواضعين خائفين والتي أي واذكر التي أحصنت فرجها حفظته من الحلال والحرام فنفخنا فيها من روحنا أجرينا فيها روح المسيح أو أمرنا جبريل فنفخ في جيب درعها فاحدثنا بذلك النفخ عيسى في بطنها واضافة الروح اليه تعالى لتشريف عيسى عليه السلام وجعلناها وابنها آية مفعول ثان للعالمين وانما لم يقل آيتين كما قال وجعلنا الليل والنهار آيتين لأن حالهما بمجموعها آية واحدة وهي ولادتها اياه من غير فحل أو التقدير وجعلناها آية وابنها كذلك فآية مفعول المعطوفي عليه ويدل عليه قراءة من قرأ آيتين إن هذه أمتكم أمة واحدة الأمة الملة وهذه اشارة إلى ملة الاسلام وهي ملة جميع الأنبياء وأمة واحدة حال أي متوحدة غير متفرقة والعامل ما دل عليه اسم الاشارة أي أن ملة الاسلام هي ملتكم التي يجب أن تكونوا عليها لا تنحرفون عنها يشار اليها ملة واحدة غير مختلفة وأنا ربكم فاعبدون أي ربيتكم اختيارا فاعبدوني شكرا وافتخارا والخطاب للناس كافة وتقطعوا أمرهم بينهم أصل الكلام وتقطعتم الا ان الكلام صرف إلى الغيبة على طريقة