الأنبياء ٩٨ - ٩٣
الالتفات والمعنى وجعلوا أمر دينهم فيما بينهم قطعا وصاروا فرقا وأحزابا ثم توعدهم بأن هؤلاء الفرق المختلفة كل الينا راجعون فنجازيهم على أعمالهم فمن يعمل من الصالحات شيئا وهو مؤمن بما يجب الايمان به فلا كفران لسعيه أي فإن سعيه مشكور مقبول والكفران مثل في حرمان الثواب كما أن الشكر مثل في إعطائه وقد نفي نفي الجنس ليكون ابلغ وإناله للسعي أي الحفظة بأمرنا كاتبون في صحيفة عمله فنثيبه به وحرام وحرم كوفي غير حفص وخلف وهما لغتان كحل وحلال وزنا وضده ومعنى المراد بالحرام الممتنع وجوده على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون والمعنى ممتنع على أو حكمنا باهلاكهم ذلك وهو المذكور في الآية المتقدمة من العمل الصالح والسعي المذكور غير المكفور أنهم لا يرجعون من الكفر إلى الاسلام حتى هي التي يحكى بعدها الكلام والكلام المحكي الجملة من الشرط والجزاء أعني إذا وما في حيزها فتحت يأجوج ومأجوج أي فتح سدهما فحذف المضاف كما حذف المضاف إلى قرية فتحت شامي وهما قبيلتان من جنس الإنس يقال الناس عشرة أجزاء تسعة منها يأجوج ومأجوج وهم راجع إلى الناس المسوقين إلى المحشر وقيل هم يأجوج ومأجوج يخرجون حين يفتح السد من كل حدب نشز من الأرض أي إرتفاع ينسلون يسرعون واقترب الوعد الحق أي القيامة وجواب اذا فإذا هي وهي إذا المفاجأة وهي تقع في المجازاة سادة مسد الفاء كقوله إذا هم يقنطون فإذا جاءت الفاء معها تعاونتا على وصل الجزاء بالشرط فيتأكد ولو قيل فهي شاخصة أو إذا هي شاخصة كان سديدا وهي ضمير مبهم يوضحه الابصار ويفسره شاخصة أبصار الذين كفروا أي مرتفعة الأجفان لا تكاد تطرف من هول ما هم فيه يا ويلنا متعلق بمحذوف تقديره يقولون يا ويلنا ويقولون حال من الذين كفروا قد كنا في غفلة من هذا اليوم بل كنا ظالمين بوضعنا العبادة في غير موضعها إنكم وما تعبدون من دون الله يعني الاصنام وإبليس وأعوانه لأنهم بطاعتهم لهم واتباعهم خطواتهم