الأنبياء ١٠٤ - ٩٨
في حكم عبدتهم حصب حطب وقرئ حطب جهنم أنتم لها واردون فيها داخلون لو كان هؤلاء آلهة كما زعمتم ما وردوها ما دخلوا النار وكل أي العابد والمعبود فيها في النار خالدون لهم للكفار فيها زفير أنين وبكاء وعويل وهم فيها لا يسمعون شيئا لأنهم صاروا صما وفي السماع نوع انس فلم يعطوه إن الذين سبقت لهم منا الحسنى الخصلة المفضلة في الحسن تأنيث الأحسن وهي السعادة أو البشرى بالثواب أو التوفيق للطاعة نزلت جوابا بالقول ابن الزبعري عند تلاوته عليه السلام على صناديد قريش إنكم وما تعبدون من دون الله إلى قوله خالدون أليس اليهود عبدوا عزيرا والنصارى المسيح وبنو مليح الملائكة على أن قوله وما تعبدون لايتنا ولهم لأن مالمن لا يعقل إلا أنهم أهل عناد فزيد في البيان أولئك يعني عزيرا والمسيح والملائكة عنها عن جهنم مبعدون لأنهم لم يرضوا بعبادتهم وقيل المراد بقوله إن الذين سبقت لهم منا الحسنى جميع المؤمنين لما روى ان عليا رضي الله عنه قرأ هذه الآية ثم قال أنا منهم وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وقال الجنيد رحمه الله سبقت لهم منا العناية في البداية فظهرت لهم الولاية في النهاية لا يسمعون حسيسها صوتها الذي يحس وحركة تلهبها وهذه مبالغة في الإبعاد عنها أي لا يقربونها حتى لا يسمعوا صوتها وصوت من فيها وهم فيما اشتهت أنفسهم من النعيم خالدون مقيمون والشهوة طلب النفس اللذة لا يحزنهم الفزع الأكبر النفخة الأخيرة وتتلقاهم الملائكة أي تستقبلهم الملائكة مهنئين على أبواب الجنة يقولون هذا يومكم الذي كنتم توعدون أي هذا وقت ثوابكم الذي وعدكم ربكم في الدنيا العامل في يوم نطوي السماء لا يحزنهم أو تتلقاهم تطوى السماء يزيد وطيها تكوير نجومها ومحو رسومها أو هو ضد النشر نجمعها ونطويها كطي السجل أي الصحيفة للكتب حمزة وعلي وحفص أي للمكتوبات أي لما يكتب فيه من المعاني الكثيرة وغيرهم الكتاب أي كما يطوي الطومار للكتابة أي لما يكتب فيه لأن الكتاب أصله المصدر كالبناء ثم يوقع على المكتوب وقيل السجل ملك يطوي كتب بن آدمي إذا رفعت إليه وقيل كاتب لرسول الله صلى الله عليه و سلم والكتاب على هذا اسم الصحيفة المكتوب فيها والطي مضاف إلى الفاعل وعلى الأول إلى المفعول كما بدأنا أول


الصفحة التالية
Icon