الحج ٧ - ٥
أباكم من تراب ثم خلقتم من نطفة ثم من علقة أي قطعة دم جامدة ثم من مضغة أي لحمة صغسيرة قدر ما يمضغ مخلقة وغير مخلقة المخلقة المسواة الملساء من النقصان والعيب كان الله عز و جل يخلق المضغ متفاوته منها ما هو كامل الخلقة أملس من العيوب ومنها ما هو على عكس ذلك فيتبع ذلك التفاوت تفاوت الناس في خلقهم وصورهم وطولهم وقصرهم وتمامهم ونقصانهم وإنما نقلنا كم من حال إلى حال ومن خلقه إلى خلقه لنبين لكم بهذا التدريج كمال قدرتنا وحكمتنا وإن من قدر على خلق البشر من تراب أولا ثم نطفة ثانيا ولا مناسبة بين التراب والماء وقد ر أن يجعل النطفة علقة والعلقة مضغة والمضغة عظاما قدر على إعادة ما بدأه ونقر بالرفع عند غير المفضل مستأنف بعد وقف أي نحن نثبت في الأرحام ما نشاء ثبوته إلى أجل مسمى أي وقت الولادة ومالم نشأ ثبوته أي أسقطته الأرحام ثم نخرجكم من الرحم طفلا حال واريد به الجنس فلذا لم يجمع أو اريد به ثم نخرج كل واحد منكم طفلا ثم لتبلغوا ثم نربيكم لتبلغوا أشدكم كمال عقلكم وقوتكم وهو من الفاظ الجموع التي لا يستعمل لها واحد ومنكم من يتوفى عند بلوغ الأشد أو قبله أبو بعده ومنكم من يرد إلى أرذل العمر أخسه يعني الهرم والخرف لكيلا يعلم من بعد علم شيئا أي لكيلا يعلم شيئا من بعد ما كان يعلمه أو لكيلا يستفيد علما وينسى ما كان عالما به ثم ذكر دليلا آخر على البعث فقال وترى الأرض هامدة ميتة يابسة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت تحركت بالنبات وربت وانتفخت وربأت حيث كان يزيد ارتفعت وأنبت من كل زوج صنف بهيج حسن سار للناظرين إليه ذلك مبتدأ خبره بأن الله هو الحق أي ذلك الذي ذكرنا من خلق بني آدم وإحياء الأرض مع ما في تضاعيف ذلك من أصناف الحكم حاصل بهذا وهو أن الله هو الحق أي الثابت الوجود وأنه يحيى الموتى كما أحيا الأرض وأنه على كل شيء قدير قادر وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث في القبور أي أنه حكيم لا يخلف الميعاد وقد وعد الساعة