الحج ١٢ - ٨
والبعث فلا بد أن يفي بما وعد ومن الناس من يجادل في الله في صفاته فيصفه ما هو له نزلت في أبي جهل بغير علم ضروري ولا هدى أي استدلال لأنه يهدي إلى المعرفة ولا كتاب منير أي وحي والعلم للانسان من أحد هذه الوجوه الثلاثة ثاني عطفه حال أي لا وياعنقه عن طاعة الله اكبرا وخيلاء وعن الحسن ثاني عطفه بفتح العين أي مانع تعطفه إلى غيره ليضل تعليل للمجادلة ليضل مكي وأبو عمرو عن سبيل الله دينه له في الدنيا خزي أي القتل يوم بدر ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق أي جمع له عذاب الدارين ذلك بما قدمت يداك أي السبب في عذاب الدارين هو ما قدمت نفسه من الكفر والتكذيب وكنى عنها باليد لأن اليد آلة الكسب وأن ليس بظلام للعبيد فلا يأخذ أحدا بغير ذنب ولا بذنب غيره وهو عطف على بما أي وبأن الله وذكر الظلام بلفظ المبالغة لاقترانه بلفظ الجمع وهو العبيد ولأن قليل الظلم منه مع علمه بقبحه واستغنائه كالكثير منها ومن الناس من يعبد الله على حرف على طرف من الدين لا في وسطه وقلبه وهذا مثل لكونهم على قلق واضطراب في دينهم لا على سكون وطمأنينة وهو حال أي مضطربا فإن أصابه خير صحة في جسمه وسعة في معيشته اطمأن سكن واستقر به بالخير الذي أصابه أو بالدين فعبد الله وأن اصابته فتنة شر وبلاء في جسده وضيق في معيشته انقلب على وجهه جهته أي ارتد ورجع إلى الكفر كالذي يكون على طرف من العسكر فان أحس بظفر وغنيمة قر واطمأن وإلا فر وطار على وجهه قالوا نزلت في أعاريب قدموا المدينة مهاجرين وكان أحدهم إذا صح بدنه ونتجت فرسه مهرا سويا وولدت امرأته غلاما سويا وكثر ماله وماشيته قال ما أصبت منذ دخلت في ديني هذا الا خيرا واطمأن وإن كان الأمر بخلافه قال ما أصبت إلا شرا وانقلب عن دينه خسر الدنيا والآخرة حال وقد مقدرة دليله قراءة روح وزيد خاسر الدنيا والآخرة والخسران في الدنيا بالقتل فيها وفي الآخرة بالخلود في النار ذلك أي خسران الدارين هو الخسران المبين الظاهر الذي لا يخفى على أحد يدعوا من دون الله يعني الصنم فإنه بعد الردة يفعل كذلك مالا يضره ان لم يعبده ومالا ينفعه ان عبده ذلك هو الضلال البعيد من