الحج ١٧ - ١٢
الصواب يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه والاشكال أنه تعالى نفي الضر والنفع عن الاصنام قبل هذه الآية واثبتهما لها هنا والجواب أن المعنى إذا فهم ذهب هذا الوهم وذلك ان الله تعالى سفه الكافر بأنه يعبد جماد لا يملك ضرا ولا نفعا وهو يعتقد فيه أنه ينفعه ثم قال يوم القيامة يقول هذا الكافر بدعاء وصراخ حين يرى استضراره بالأصنام ولا يرى لها أثر الشفاعة لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى أي الناصر الصاحب ولبئس العشير المصاحب أو كرر يدعو كأنه قال يدعو يدعو من دون الله مالا يضره ومالا ينفعه ثم قال لمن ضره بكونه معبودا أقرب من نفعه بكونه شفيعا ان الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار ان الله يفعل ما يريد هذا وعد لمن عبد الله بكل حال لا لمن عبد الله على حرف من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة المعنى أن الله ناصر رسوله في الدنيا والآخرة فمن ظن من أعاديه غير ذلك فليمدد بسبب بحبل إلى السماء إلى سماء بيته ثم ليقطع ثم ليختنق به وسمي الاختناق قطعا لأن المختنق يقطع نفسه بحبس مجاريه وبكسر اللام بصرى وشامي فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ أي الذي يغيظه أو ما مصدرية أي غيظه والمعنى فليصور في نفسه أنه ان فعل ذلك هل يذهب نصر الله الذي يغيظه سمي فعله كيدا على سبيل الاستهزاء لأنه لم يكد به محسوده إنما كاديه نفسه والمراد ليس في يده إلا ما ليس بمذهب لما يغيظ وكذلك أنزلناه ومثل ذلك الا نزال أنزل القرآن كله آيات بينات واضحات وان الله يهدي من يريد أي ولأن الله يهدي به الذين يعلم أنهم يؤمنون أو يثبت الذين آمنوا ويزيدهم هدى انزله كذلك مبينا ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا قبل الاديان خمسة أربعة للشيطان وواحد للرحمن الصابئون نوع من النصارى فلا تكون ستة إن الله يفصل بينهم يوم القيامة في الأحوال والأماكن فلا يجازيهم جزاء واحدا ولا يجمعمه في موطن واحد وخبر ان الذين آمنوا إن الله يفصل بينهم كما تقول أن زيدا إن أباه قائم ان الله على كل شيء شهيد عالم به حافظ له فلينظر كل امرئ معتقده وقوله وفعله


الصفحة التالية
Icon