الحج ٢٢ - ١٨
وهو أبلغ وعيد ألم تر ألم تعلم يا محمد علما يقوم مقام العيان ان الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب قيل ان الكل يسجد له ولكنا لا نقف عليه كما لا نقف على تسبيحها قال الله تعالى وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم وقيل سمي مطاوعة غير المكلف له فيما يحدث من أفعاله وتسخيره له سجودا له تشبيها لمطاوعته بسجود المكلف الذي كل خضوع دونه وكثير من الناس أي ويسجد له كثير من الناس سجود طاعة وعبادة أو هو مرفوع على الابتداء ومن الناس صفة له والخبر محذوف وهن مثاب ويدل عليه قوله وكثير حق عليه العذاب أي وكثير منهم حق عليه العذاب بكفره وابائه السجود ومن يهن الله بالشقاوة فما له من مكرم بالسعادة ان الله يفعل ما يشاء من الاكرام والاهانة وغير ذلك وظاهر هذه الآية والتي قبلها ينقض على المعتزلة قولهم لانهم يقولون شاء اشياء ولم يفعل وهو يقول ما يشاء هذان خصمان أي فريقان مختصمان فالخصم صفة وصف بها الفريق وقوله اختصموا للمعنى وهذان للفظ والمراد المؤمنون والكافرون وقال ابن عباس رضي الله عنهما رجع إلى أهل الأديان المذكورة فالمؤمنون وسائر الخمسة خصم في ربهم في دينه وصفاته ثم بين جزاء كل خصم بقوله فالذين كفروا وهو فصل الخصومة المعنى بقوله أن الله يفصل بينهم يوم القيامة قطعت لهم ثياب من نار كأن الله يقدر لهم نيرانا على مقادير جثتهم تشتمل عليه كما نقطع الثياب الملبوسة واختير لفظ الماضي لأنه كائن لا محالة فهو كالثابت المتحقق يصب من فوق رءوسهم بكسر الهاء والميم بصرى وبضمهما حمزة وعلى منه نقطة على جبال الدنيا لاذابتها يصهر يذاب به بالحميم ما في بطونهم والجلود أي يذيب أمعاءهم واحشاءهم كما يذيب جلودهم فيؤثر في الظاهر والباطن ولهم مقامع سياط مختصة بهم من حديد يضربون بها كلما أرادوا أن يخرجوا منها من النار من غم بدل