الشورى ٢١ - ١٨
الساعة والساعة في تاويل لابعث ووجه مناسبة اقتراب الساعة مع انزال الكتب والميزان ان الساعة يوم الحساب ووضع الموازين بالقسط فكانه قيل امركم الله بالعدل والتسوية والعمل بالشرائع فاعملوا بالكتاب والعدل قبل ان يفاجئكم يوم حسابكم ووزن اعمالكم يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها استهزاء والذين امنوا مشفقون خائفون منها وجلون لهولها ويعلمون انها الحق الكائن لا محالة الا ان الذين يمارون في الساعة المماراة الملاحة لان كل واجدة منهما يرى ما عند صاحبه لفى ضلال بعيد عن الحق لان قيام الساعة غير مستبعد من قدرة الله تعالى وقد دل الكتاب والسنة على وقوعها والعقول تشهد على انه لا بد من دار جزاء الله لطيف بعباده في ايصال المنافع وصرف البلاء من وجه يلطف ادراكه وهو بر بليغ البر بهم قد توصل بره الى جميعهم وقيل هو من لطف بالغوامض علمه وعظم عن الجرائم حلمه او من ينشر المناقب ويستر المثالب او يعفو عمن يهفو او يعطى العبد فوق الكفاية ويكلفه الطاعة دون الطاعة وعن الجنيد لطف باوليائه فعرفوه ولو لطف باعدائه ما جحدوه يرزق من يشاء اى يوسع رزق من يشاء اذا علم مصلحته فيه في الحديث ان من عبادى المؤمنين من لا يصلح ايمانه الا الغنى ولو افقرته لافسده ذلك وان من عبادى المؤمنين من لا يصلح ايمانه الا الفقر ولو اغنيته لافسده ذلك وهو القوى الباهر القدرة الغالب على كل شى ء العزيز المنيع الذى لا يغلب من كان يريد حرث الاخرة سمى ما يعمله العامل مما يبتغى به الفائدة حرثا مجازا نزد له في حرثه بالتوفيق في عمله او التضعيف في احسانه او بان ينال به الدنيا والاخرة ومن كان يريد حرث الدنيا اى من كان عمله للدنيا ولم يؤمن بالاخرة يؤته منها اى شيئا منها لان من للتبعيض وهو رزقه الذى قسم له لا ما يريد ويبتغيه وماله في الاخرة من نصيب وماله نصيب قط في الاخرة وله في الدنيا نصيب ولم يذكر في عامل الآخرة ان رزقه المقسوم يصل اليه للاستهانة بذلك الى جنب ما هو بصدده من زكاء عمله وفوزه في المآب ام لهم شركاء قيل هى ام المنقطعة وتقديره بل الهم شركاء وقيل هى المعادلة لالف الاستفهام وفى الكلام اضمار تقديره ايقبلون ما شرع الله من الدين ام لهم الهة شرعوا لهم من الدين مالم ياذن به الله اى لم يأمر به ولولا كلمة الفصل اى القضاء السابق بتاجيل الجزاء اى ولولا العدة بان الفصل يكون يوم


الصفحة التالية
Icon